وأما قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير} فالأولى والثانية غير زائدتين والثالثة والرابعة والخامسة زوائد.
وفي الكشاف ٣: ٢٧٣: «فإن قلت: (لا) المقرونة بواو العطف ما هي؟
قلت: إذا وقعت الواو في النفي قرنت بها لتأكيد معنى النفي.
فإن قلت: هل من فرق بين هذه الواوات؟ قلت: بعضها ضمت شفعا على شفع وبعضها وتر إلى وتر».
وفي البحر ٧: ٣٠٨: «(يستوي) من الأفعال التي لا تكتفي بفاعل واحد فدخول (لا) في النفي لتأكيد معناه كقوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة}.
وقال ابن عطية: دخول (لا) إنما هو على هيئة التكرار كأنه قال: ولا الظلمات والنور. ولا النور والظلمات فاستغنى بذكر الأوائل عن الثواني ودل مذكور الكلام على متروكه.
وما ذكر غير محتاج إلى تقديره لأنه إذا نفى استواء الظلمات والنور فإي فائدة في تقدير نفي استوائهما ثانيا وادعاء محذوفين».
وقال في ص ٤٩٨ و (لا) في قوله: {ولا السيئة} زائدة للتوكيد فهي في قوله: {ولا الظل ولا الحرور} لأن {استوى} لا يكتفي بمفرد. انظر المغني ١: ١٩٨.
١٠ - فإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ٤: ٣.
في البحر ٣: ١٦٢: «قرأ النخعي وابن وثاب (تقسطوا) بفتح التاء من (قسط) والمشهور في قسط أنه بمعنى (جار) وقال الزجاج: يقال: قسط بمعنى أقسط أي عدل، فإن حملت هذه القراءة على مشهور اللغة كانت (لا) زائدة. العكبري ١: ٩٣.
وفي المحتسب ١: ١٨٠: «ومن ذلك ما رواه المفضل عن الأعمش عن يحيى وإبراهيم وأصحابه: (ألا تقسطوا) بفتح التاء.