يرى أبو الفتح أن (يا) هنا للتنبيه، قال في الخصائص ٢: ١٩٦: «تجردها من النداء للتنبيه،؛ نحو قوله تعالى: (ألا يسجدوا) وأما قول أبي العباس: إنه أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا فمردود عندنا».
وقال في ص ٢٧٨ - ٢٧٩: «(ألا) لها في الكلام معنيان: افتتاح الكلام والتنبيه» فإذا دخلت على (يا) خلصت (ألا) افتتاحا، وخص التنبيه بيا، كقول نصيب:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد فقد زادني مسراك وجدا على وجد
وفي البحر ٧: ٦٩: «والذي أذهب إليه أن مثل هذا التركيب الوارد عن العرب ليست (يا) فيه للنداء، وحذف المنادى؛ لأن المنادى عندي لا يجوز حذفه، لأنه قد حذف جملة النداء، وحذف متعلقه، وهو المنادى فكان ذلك إخلالا كبيرا. . وليس حرف النداء حرف جواب كنعم، وبلى، ولا، وأجل، فيجوز حذف الجمل بعدهن، لدلالة ما سبق من السؤال على الجمل المحذوفة، فيا عندي في تلك التراكيب حرف تنبيه، أكد به (ألا) التي للتنبيه، وجاز ذلك لاختلاف الحرفين، ولقصد المبالغة في التوكيد».
هل جاء نداء بغير (يا) في القرآن؟
قال ابن إباز في شرح الفصول: القرآن المجيد مع كثرة النداء فيه لم يأت فيه نداء بغير (يا) الأشباه والنظائر ٢: ١٠١.
احتملت بعض القراءات أن تكون الهمزة للنداء.
١ - {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} ٣٩: ٩.
قرأ ابن كثير ونافع وحمزة (أمن) بتخفيف الميم، وقرأ الباقون بتشديدها النشر ٢: ٣٦٢.