وقرأ {يطوقونه} على معنى: يتطوقونه، مجاهد، ورويت عن ابن عباس وعكرمة وقرأ: (يطيقونه) ابن عباس بخلاف، وكذلك مجاهد وعكرمة.
وقرأ {يطيقونه} ابن عباس بخلاف. قال أبو الفتح: أما عين الطاقة فواو، لقولهم: لا طاقة لي به ولا طوق لي به. وعليه من قرأ: (يطوقونه) فهو (يفعلونه) منه، فهو كقولك: يجشمونه ويكلفونه، ويجعل لهم كالطوق في أعناقهم.
أما {يطوقونه} فيفعلون منه، كقولك: يتكلفونك ويتجشمونه، وأصله: يتطوفونه، فأبدلت التاء طاء، وأدغمت في الطاء بعدها، كقولهم: أطير يطير أي يتطير.
وتجيز الصنعة أن يكون يتفوعلونه جميعا، إلا أن يتفعلونه الوجه، لأنه الأكثر والأظهر.
وأما (يتطيقونه) فظاهره لفظا أن يكون (يتفيعلونه) كتحيز، أي تفعيل.
وقد يمكن أن يكون أيضًا (يتطيقونه) يتفعلون، إلا أن العينين أبدلتا ياءين.
كما قالوا في تهور الجرف: تهير على أن أبا الحسن قد حكى: هار يهير ...
ويؤنس أن يكون {يتطيقونه} يتفعلونه قراءة من قرأ: (يتطوقونه) وكذلك يونس يكون يطيقونه يفعلونه قراءة من قرأ يطوقونه، والظاهر من بعد هذا أن يكون (يفيعلونه).
وفي البحر ٢: ٣٥: «قرأ الجمهور {يطيقونه} مضارع أطاق. وقرأ حميد (يطوقونه) من أطوق؛ كقولهم: أطول في أطال ... وصحة حرف العلة في هذا النحو شاذة من الواو ومن الياء ... وقرأ عبد الله بن عباس في المشهور عنه (يطوقونه) مبنيا للمفعول من طوق، على وزن قطع وقرأت عائشة ومجاهد وطاووس وعمرو بن دينار (يطوقونه) من أطوق، وأصله تطوق. وقرأت فرقة منهم عكرمة {يطيقونه} وهي مروية عن مجاهد وابن عباس.