الثالث: أنه يقتصر على السماع، فما فتحت فيه العرب فتحنا، وما كسرت كسرنا وهذا هو الأولى».
في البحر ١: ٣٨٧: «(وبئس المصير) المخصوص بالذم محذوف لفهم المعنى، أي وبئس المصير النار، إن كان المصير اسم مكان، وإن كان مصدر، على رأي من أجاز ذلك فالتقدير. وبئست الصيرورة صيرورته إلى العذاب». النهر ٣٨٥.
ب- وإليك المصير ... ٢: ٢٨٥
في البحر ٢: ٣٦٦: «المصير: اسم مصدر من صار يصير، وهو مبني على (مفعل) بكسر العين، وقد اختلف النحويون في بناء (المفعل) مما عينه ياء، نحو: يبيت ويعيش ويحيض ويقيل ويصير. فذهب بعضهم إلى أنه كالصحيح، نحو: (يضرب)، يكون للمصدر بالفتح، نحو: {وجعلنا النهار معاشا} أي عيشًا؛ فيكون (المحيض) بمعنى المحيض، والمصير بمعنى الصيرورة على هذا شاذًا. وذهب بعضهم إلى التخيير في المصدر بين أن تبنيه على (مفعل) بكسر العين أو (مفعل) بفتحها، وأما الزمان والمكان فبالكسر، ذهب إلى ذلك الزجاج، ورد عليه أبو علي. وذهب بعضهم إلى الاقتصار على السماع. . . وهذا المذهب أحوط».
ج- فإن مصيركم إلى النار ... ١٤: ٣٠
في البحر ٥: ٤٢٥: «(مصيركم): مصدر صار التامة، بمعنى رجع، وخبر (إن) هو (إلى النار) ولا يقال هنا: صار بمعنى انتقل، ولذلك تعدى بإلى، أي فإن انتقالكم إلى النار، لأنه تبقى (إن) بلا خبر: ولا ينبغي أن يدعى حذفه، فيكون التقدير: فإن مصيركم إلى النار واقع لا محالة، أو كائن؛ لأن حذف الخبر في مثل هذا التركيب قليل».
وفي معاني القرآن ٢: ١٤٩: «وإذا كان (المفعل) من كال يكيل وشبهه من الفعل فالاسم منه مكسور، والمصدر مفتوح من ذلك: مال مميلاً وممالاً، تذهب بالكسر إلى الأسماء، وبالفتح إلى المصادر. ولو فتحتهما أو كسرتهما في المصدر والاسم لجاز، تقول العرب: المعاش، وقد قالوا: المعيش وقال رؤبة بن العجاج:
إليك أشكو شدة المعيش ... ومر أعوام نتفن ريشي