وقال أبو حيان: (حيث) من الظروف التي لا تنصرف، فيمتنع نصبها على المفعول به، لا على السعة ولا على غيرها، فهي ظرفية مجازية، وضمن (أعلم) معنى ما يتعدى إلى الظرف. أي هو نافذ العلم في الموضع الذي يجعل فيه رسالته البحر ٢١٦:٤.
٩ - أفعل التفضيل وقع خبرًا عن (من) الاستفهامية في ٢٦. موضعًا {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ} ١١٤:٢، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ، {٩٣:٦} ولا يدل على أن أحد هؤلاء أظلم من الآخر؛ كما أنك إذا قلت: لا أحد أفقه من زيد وعمرو وبكر لا يدل على أن أحدهم أفقه من الآخر، بل نفى أن يكون أحد أفقه منهم، وهذه الآيات كلها في الكفار، فهم متساوون في الأظلمية. النهر ٣٥٦:١.
١٠ - خير، وشر: جاءا في جميع القراءات المتواترة بحذف الهمزة، وقال أبو الفتح: إن الإتمام من الأصول المرفوضة. وقرئ في الشواذ {مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} ٢٦:٥٤} المحتسب ٢٩٩:٢.
وقال أبو حاتم: لا تكاد العرب تتكلم بالأخير والأشر إلا في ضرورة الشعر.
١١ - فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا {٢٠٠:٢.
(أشد) منصوبة ذكروا لها توجيهات ثلاثة، ومجرورة ذكروا لها وجهين.
ويرى أبو حيان أن (أشد) حال صفة لذكرًا تقدمت. وفصل بين حرف العطف والمعطوف بالحال لأنها شبيهًا بالظرف. البحر ٢٠٣:٢ - ٢٠٤.
وكذلك يرى في قوله تعالى: {يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} ٧٧:٤}
١٢ - أفعل التفضيل المجرد من أل والإضافة يلزم الإفراد والتذكر، ولو كان خبرًا عن مؤنث أو جمع.
خبر عن مؤنث: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} ١٧:٨٧. {لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} ١٠٧:٥. {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ٣٢:٦. {وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ١٦٩:٧. {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ} ٨٦:١١.
{وَلَدَارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ} ٣٠:١٦. {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ} ٤:٩٤. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ٣:٩٧. {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} ١٩١:٢.