هذا أن يكون معنى قوله: (أو آخران من غيركم) أي عدلان، والكفار لا يكونون عدولاً
وما ذكره في المثل صحيح، إلا أن الذي في الآية مخالف للمثل التي ذكرها النحاس في التركيب لأنه مثل بآخر، وجعله صفة لغير جنس الأول، وأما الآية فمن قبيل ما تقدم فيه (آخر) على الوصف، واندرج آخر في الجنس الذي قبله، ولا يعتبر جنس وصف الأول. تقول: جاءني رجل مسلم وآخر كافر، ومررت برجل قائم وآخر قاعد، واشتريت فرسًا سابقًا وآخر مبطئًا، فلو أخرت، (آخر) في هذا المثل لم تجز المسألة، لو قلت: جاءني رجل مسلم وكافر آخر ومررت برجل قائم وقاعد آخر، واشتريت فرسًا سابقًا ومبطئًا آخر لم يجز. وليست الآية من هذا القبيل؛ لأن التركيب فيها جاء {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} ١٠٦:٥. فآخران من جنس قوله: (اثنان) ولاسيما إذا قدرته رجلان اثنان، فآخران هما من جنس قولك: (رجلان اثنان) ولا يعتبر وصف قوله: (ذو عدل منكم) وإن كان مغايرًا لقوله: (من غيركم) كما لا يعتبر وصف الجنس في قولك: عندي رجلان اثنان مسلمان وآخران كافران؛ إذ ليس من شرط (آخر) إذا تقدم أن يكون من جنس الأول بقيد وصفه».
٢ - وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى {٧١:٢٠}
(ب) وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى {٧٣:٢٠}
(جـ) وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى {١٢١:٢٠}
(د) وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى {١٣١:٢٠}
(هـ) وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى {٦٠:٢٨، ٣٦:٤٢}
(و) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى {١٧:٨٧}
٣ - وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {٢٤:٩}
(ب) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا {٨:١٢}
(جـ) رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ {٣٣:١٢}
وفي البحر ٢٢:٥: «وفي الكلام حذف، أي أحب إليكم من امتثال أمر الله تعالى ورسوله في الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام».