معنيهما، وكذلك أو بمعنى الواو .. وكذلك مسألتنا: أين معنى أم من معنى بل فاسمع الآن فقه المسألة وسرها ..».
الآيات
١ - {يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون * أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت} ٢: ١٣٢ - ١٣٣.
في الكشاف ١: ٩٥ - ٩٦: «ولكن الوجه أن تكون متصلة، على أن يقدر قبلها محذوف، كأنه قيل: أتدعون على الأنبياء اليهودية أم كنتم شهداء».
واعترضه أبو حيان. قال في البحر ١: ٤٠٠: «ولا نعلم أحدا أجاز حذف هذه الجملة، ولا يحفظ ذلك، لا في شعر ولا في غيره؛ فلا يجوز: أم زيد وأنت تريد: أقام عمرو أم زيد، ولا: أم قام خالد وأنت تريد: أخرج زيد أم قام خالد.
والسبب في أنه لا يجوز الحذف أن الكلام في معنى أي الأمرين وقع، فهو في الحقيقة جملة واحدة.
وإنما يحذف المعطوف عليه ويبقى المعطوف مع الواو والفاء إذا دل على ذلك دليل؛ نحو قولك: بلى وعمرا جوابا لمن قال: ألم تضرب زيدا ونحوه.
ونحو قوله تعالى: {أن أضرب بعصاك الحجر فانفجرت} أي فضرب فانفجرت.
وندر حذف المعطوف عليه مع أو .. لكن الذي سمع من كلام العرب حذف أم المتصلة مع المعطوف. قال:
دعاني إليها القلب إن لأمره ... سميع فما أدري أرشد طلابها
يريد: أم غير رشد، فحذف لدلالة الكلام عليه. وإنما جاز ذلك؛ لأن المستفهم عن الإثبات يتضمن نقيضه .. ويجوز حذف الثواني المقابلات إذا دل عليها