مقصودان مهمان: أحدهما: تخفيف الكلام بحذف الشرط الكثير الاستعمال، والثاني: قيام ما هو الملزوم حقيقة في قصد المتكلم مقام الملزوم في كلامهم، أعني الشرط.
وحصل أيضا من قيام جزء الجواب موضع الشرط ما هو المتعارف عندهم من شغل حيز واجب الحذف بشيء آخر ..
وحصل منه أيضا بقاء الفاء متوسطة للكلام كما هو حقها، ولو لم يتقدم جزء الجزاء لوقعت فاء السببية في أول الكلام».
حذف الفاء
حذفت الفاء في جواب أما مع قول محذوف في قوله تعالى:
١ - {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} ٣: ١٠٦.
في «معاني القرآن» للفراء ١: ٢٢٨ - ٢٢٩: «يقال: أما لابد لها من الفاء جوابا فأين هي؟
فيقال: إنها كانت مع قول مضمر، فلما سقط القول سقطت الفاء معه.
والمعنى - والله أعلم -: فأما الذين اسودت وجوههم فيقال: أكفرتم فسقطت الفاء مع يقال، والقول قد يضمر».
وفي أمالي الشجري ١: ٣٥٦: «والقول إذا أضمر فهو كالمنطوق به». وانظر ص ٢٩١.
وفي المغني ١: ٥٣: «ورب شيء يصح تبعا، ولا يصح استقلالا، كالحاج عن غيره يصلي عنه ركعتي الطواف، ولو صلى أحد عن غيره ابتداء لم يصح على الصحيح».
وفي البحر ٣: ٢٢ - ٢٣: «ما من نحوي إلا خرج الآية على إضمار فيقال لهم: أكفرتم» الكشاف ١: ٢٠٩.