قال أبو الفتح: ظاهر هذا أن السلف كانوا يقرءون الحرف مكان نظيره من غير أن تتقدم القراءة بذلك، لكنه لموافقته صاحبه في المعنى. وهذا موضع يجد الطاعن به إذا كان هكذا على القراءة مطعنا.
فيقول: ليست هذه الحروف كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كانت عنه لما ساغ إبدال لفظ مكان لفظ، إذ لم يثبت التخبير في ذلك عنه، ولما أنكر عليه أيضًا (يجمزون)، إلا أن حسن الظن بأنس يدعو إلى اعتقاد تقدم القراءة بهذه الأحرف الثلاثة التي هي (يجمحون، ويجمزون، ويشتدون).
فيقول: اقرأ بأيها شئت فجميعها قراءة مسموعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله عليه السلام: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف.
فإن قيل: لو كانت هذه الأحرف مقروء بجميعها لكان النقل بذلك قد وصل إلينا.
قيل أو لا يكفيك أنس موصلا بها إلينا. فإن قيل: إن أنسا لم يحكها قراءة، وإنما جمع بينها في المعنى واعتل بجواز القراءة بذلك، لا بأنه رواها قراءة متقدمة.
ونحو من هذه الحكاية ما يروي عن أبي مهدية من أنه كان إذا أراد الآذان قال: الله أكبر مرتين؛ أشهد أن لا إله إلا الله مرتين كذلك إلى آخر الأذان ينطق بذلك المرة الواحدة ويقول في إثرها: مرتين كما ترى، فقال له: ليس هكذا الأذان، إنما هو كذا، فيقول: المعنى واحد وقد علمتم أن التكرار عي».
إبدال الخاء حاء
وإذا رأوا آية يستسخرون ... ٣٧: ١٤.
قرئ يستسخرون، بالحاء المهملة. البحر ٧: ٣٥٥.
إبدال الدال ذالا
١ - فشرد بهم من خلفهم ... ٨: ٥٧.