وكذلك رجح السيوطي عود الضمير على المحدث عنه في قوله تعالى:
ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب ٢٩: ٢٧
قال في همع الهامع ١: ٦٥: «ضمير (ذريته) عائد على إبراهيم، وهو غير الأقرب؛ لأنه المحدث عنه من أول القصة».
ونقل أبو حيان عن التبريزي مثل ذلك في قلوه تعالى:
وإنه على ذلك لشهيد ... ١٠٠: ٧
قال الزمخشري: الضمير في «وأنه» عائد على الإنسان أو على الله. الكشاف ٤: ٧٨٨.
وقال التبريزي: هو عائد على الله تعالى، وربه شاهد عليه، وهو الأصح لأن الضمير يجب عوده لأقرب مذكور، ولا يترجح بالقرب إلا إذا تساويا من حيث المعنى، والإنسان هنا هو المحدث عنه، والمسند إليه الكنود، وأيضًا فتناسق الضمائر لواحد، مع صحة المعنى، أولى من جعلهما لمختلفين، ولا سيما إذا توسط الضمير بين ضميرين عائدين على واحد. البحر ٨: ٥٠٥.
٣ - رجح أبو حيان عود الضمير على الأقرب في هذه الآيات:
أ- الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون ٢: ٤٦
الضمير في «إليه» يعود على الرب، وهو أقرب مذكور. وقيل: يعود على اللقاء الذي يتضمنه «ملاقو ربهم»، وقيل: يعود على الموت. البحر ١: ١٨٧ وفي العكبري ١: ١٩: يعود على الرب أو اللقاء.
ب- واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ٢: ٤٨
الضمير في «منها» يرجع إلى «نفس» الثانية العاصية، ويجوز أن يرجع إلى نفس الأولى، على معنى: أنها لو شفعت لم تقبل شفاعتها. الكشاف ١: ١٣٧