وفي معاني القرآن للفراء ٢: ١٠٨ - ١٠٩: «النعم والأنعام شيء واحد، وهما جمعان؛ فرجع التذكير إلى معنى النعم. . . وقال الكسائي: في بطون ما ذكرناه».
أعاد الضمير مذكرًا مراعاة للجنس، لأنه إذا صح وقوع المفرد الدال على الجنس مقام جمعه، جاز عوده عليه مذكرًا. . . وقيل: جمع التكسير فيما لا يعقل يعامل معاملة الجماعة ومعاملة الجمع. البحر ٥: ٥٠٨ - ٥٠٩، وانظر العكبري ٢: ٤٤ فقد ذكر ستة أوجه.
عود ضمير الجمع على المثنى
بين العلماء خلاف في أقل الجمع، هو اثنان أم ثلاثة.
كرر سيبويه في كتابه قوله: (الاثنان جمع) وهذه المسألة من مسائل أصول الفقه، وقد سبق لنا تلخيص ما ذكره الآمدي في كتابه (الإحكام).
وفي القرآن آيات عاد فيها ضمير الجمع إلى المثنى:
١ - وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ... ٢١: ٧٨
إذ جمع اثنين. معاني القرآن للفراء ٢: ٢٠٨.
في الضمير وجهان:
أ- يراد به المثنى ووقع الجمع موقع التثنية مجازًا، أو لأن التثنية جمع، وأقل الجمع اثنان.
ب- المصدر مضاف للحاكمين وهما داود وسليمان والمحكوم عليهم، وهذا يلزم عليه أن يضاف المصدر إلى فاعله ومفعوله دفعة واحدة، وهو إنما يضاف لأحدهما فقط، وفيه الجمع بين الحقيقة والمجاز، فإن الحقيقة إضافة المصدر لفاعله. والمجاز إضافته لمفعوله الجمل ٣: ١٣٨، العكبري ٢/ ٧١، البحر ٦: ٢٣١.
٢ - قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون. فأتيا فرعون ٢٦: ١٥ - ١٦