عنه جواز مثل هذا، وقد أجاز ذلك الفراء، وهو إمام في النحو واللغة، وحكى وذلك أيضًا لغة لبعض العرب تجزم في الوصل والقطع، وقد روى الكسائي أن لغة عقيل وكلاب أنهم يختلسون الحركة في هذه الهاء، إذا كانت بعد متحرك، وأنهم يسكنون أيضًا. قال الكسائي: سمعت أعراب عقيل وكلاب يقولون: (لربه لكنود) بالجزم و (به لكنود) بغير تمام، وله مال، وله مال، وغير عقيل وكلاب لا يوجد في كلامهم اختلاس ولا سكون في (له) وشبهه إلا في الضرورة، نحو قوله
له زجل كأنه صوت حاد
وقال:
إلا لأن عيونه سيل واديها
ونص بعض أصحابنا على حركة هذه الهاء بعد الفعل الذاهب منه حرف يجوز فيها الإشباع ويجوز فيها الاختلاس، ويجوز التسكين.
وأبو إسحاق الزجاج يقال عنه: إنه لم يكن إمامًا في اللغة؛ ولذلك أنكر على ثعلب في كتابه الفصيح مواضع زعم أن العرب لا تقولها، ورد الناس على أبي إسحاق في كلامه».
وفي معاني القرآن للفراء ١: ٢٢٣ - ٢٢٤: «كان الأعمش وعاصم يجزمان الهاء في يؤده له و (نوله) و (وأرجه وأخاه) و (خيرا له) وشراوه وفيه لهما مذهبان:
أما أحدهما فإن القوم ظنوا أن الجزم في الهاء، وإنما هو فيما قبل الهاء فهذا (وإن كان توهمًا) خطأ.
وأما الآخر، فإن من العرب من يجزم الهاء، إذا تحرك ما قبلها، فيقولون ضربته ضربًا شديدًا، ومن العرب من يحرك الياء حركة بلا واو فيقول: ضربته بلا واو، ضربًا شديدًا، والوجه الأكثر أن توصل بواو.
وأما إذا سكن ما قبل الهاء فإنهم يختارون حذف الواو من الهاء».
وفي معاني القرآن للفراء ٢: ٧٥ - ٧٦: «ومما نرى أنهم وهموا فيه قوله: (نوله