إلى ما بعد إلا من المؤنث لم تلحق العلامة للتأنيث فتقول ما قام إلا هند ولا يجوز: ما قامت إلا هند عند أصحابنا إلا في الشعر، وجوزه بعضهم في الكلام على قلة، ومنه قراءة {لا ترى إلا مساكنهم} بالتاء والقراءة المشهورة بالياء وقول ذي الرمة:
ما برئت من ريبة وذم ... في حربنا إلا بنات العم
البحر ٧: ٣٣٢، ٣٤١.
١٧ - قالت نملة ٢٧: ١٨
لحوق التاء في {قالت} لا يدل على أن نملة مؤنث بل يصح أن يقال في المذكر: قالت نملة لأن نملة وإن كانت التاء هو مما لا يتميز فيه المذكر من المؤنث، وما كان كذلك كالنملة والقملة مما بينه في الجمع وبين واحده من الحيوان تاء التأنيث فإنه يخبر عنه إخبار المؤنث، ولا يدل الإخبار عنه إخبار المؤنث على أنه ذكر أو أنثى لأن التاء دخلت للفرق لا دالة على التأنيث الحقيقي. البحر ٧: ٦١.
١٨ - لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون. بل تأتيهم بغتة ٢١: ٣٩ - ٤٠
في الكشاف ٣: ١١٨: «قرأ الأعمش (يأتيهم) (فيبهتهم) على التذكير والضمير للوعد أو للحين فإن قلت: فإلام يرجع الضمير المؤنث في هذه القراءة؟
قلت: إلى النار، أو إلى الوعد لأنه في معنى النار وهي التي وعدوها أو على تأويل العدة أو الموعدة أو إلى الحين لأنه في معنى الساعة». البحر ٦: ٣١٤.
١٩ - لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم. فيأتيهم بغتة ٢٦: ٢٠١ - ٢٠٢
قرئ (فتأتيهم) أنث على معنى العذاب لأنه العقوبة أي فتأتيهم العقوبة يوم القيامة كما قال: أتته كتابي فلما سئل قال: أليس بصيحفة قال الزمخشري: (فتأتيهم) بالتاء أي الساعة.
وقال أبو الفضل الرازي: أنث العذاب لاشتماله على الساعة، فاكتسى منها التأنيث.