فأما قوله:
قد نبأنا الله من أخباركم ٩: ٩٤
فلا يجوز أن تكون (من) فيه زيادة ... لأنه يحتاج إلى مفعول ثالث، ألا ترى أنه لا خلاف في أنه إذا تعدى إلى الثاني وجب تعديه إلى المفعول الثالث.
ومما يتجه على معنى الإخبار دون الإعلام قوله تعالى: {وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق} ٣٤: ٧ فالمعنى يخبركم فيقول لكم.
وفي المقتضب ٣: ١٢١ - ١٢٢: «وكذلك الفعل المتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، ولا يكون في الأفعال ما يتعدى لأكثر من ذلك، إلا ما كان من ظرف أو حال، أو فضلة من الكلام نحوهما ...
والفعل المتعدي لثلاثة مفاعيل كقولك: أعلم الله زيدا عمرًا خير الناس، فلما أعلمه ذلك غيره صار مفعولاً بالإعلام وما بعده على حاله، فاعتبره بأن تقول: علم زيد أن عمرًا خير الناس، وأعلم الله زيدًا أن عمرًا خير الناس، وكذلك تقول: رأي عمرو زيدا الظريف، إذا رأيت برأيت معنى علمت، فإذا أراه ذلك غيره قلت: أرى عبد الله عمرًا زيدًا خير الناس.
وكذلك: نبأت زيدا عمرًا أخاك.
ولا يجوز الاقتصار على بعض مفعولاتها دون بعض».
حدث
١ - يومئذ تحدث أخبارها: بأن ربك أوحى لها ٩٩: ٤ - ٥
تحدث هنا: تتعدى إلى اثنين، والأول محذوف، أي تحدث الناس، وليست بمعنى أعلم المنقولة من علم المتعدية لاثنين، فتتعدى إلى ثلاثة.
البحر ٨: ٥٠١.