إرادة أن تجوروا، وعلى الثاني: كراهة أن تعدلوا بين الناس، وتقسطوا، وهو مفعول لأجله على التقديرين وجوز أبو البقاء أن يكون التقدير: ألا تعدلوا، فحذف (لا) أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل، وقيل: المعنى: لا تتبعوا الهوى لتعدلوا، أي لتكونوا في اتباعكموه عدولاً.
البحر ٣: ٣٧٠ - ٣٧١، العكبري ١: ١١٠.
وفي البيان ١: ٢٦٩: «لئلا تعدلوا، ولإرادة أو كراهة أن تعدلوا».
٩ - يبين الله لكم أن تضلوا ٤: ١٧٦
أن تضلوا: مفعول من أجله ومفعول (يبين) محذوف، أي الحق، وقدره البصريون والمبرد وغيرهم كراهة أن تضلوا، وقدر الكوفي والفراء والكسائي: لئلا تضلوا، وحذف (لا) ومثله عندهم قول القطامي:
فآلينا عليها أن تباعا
أي لاتباعًا. وحكى أبو عبيدة: قال حدثت الكسائي بحدث رواه ابن عمر فيه: لا يدعون أحدكم على ولده أن يوافق من الله إجابة، فاستحسنه أي لئلا يوافق.
وقال الزجاج: هو مثل قوله: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} أي لئلا تزولا.
ورجح أبو علي قول المبرد بأن قال: حذف المضاف أسوغ وأشيع من حذف (لا).
وقيل: (أن تضلوا) مفعول به، أي يبين الله لكم الضلالة أن تضلوا فيها.
البحر ٣: ٤٠٩.
وفي معاني القرآن للفراء ١: ٢٩٧: «معناه: ألا تضلوا، ولذلك صلحت (لا) في موضع (أن) وهذه محنة لأن إذا صلحت في موضعها لئلا وكيلا صلحت (لا)».