وقرأ أنس بن مالك وابن عباس وابن قطيب وإبراهيم بن قتة، بضم التاء، وهي حركة بناء عدل إليها عن الفتح، لتوالي خمس فتوحات، ولا يتوهم أنها حركة إعراب، لأنها لو كانت حركة إعراب لأعرب (عشر).
وقرأ أنس أيضا (تسعة) بالضم (أعشر) بالفتح، وقال صاحب اللوامح فيجوز أنه جمع العشرة علي أعشر، ثم أجراه مجري (تسعة عشر).
وعنه أيضا: (تسعة وعشر) بالضم وقلب الهمزة من (أعشر) واوا خالصة تخفيفا، والتاء فيها مضمومة ضمة بناء، لأنها معاقبة للفتحة، فرارا من الجمع بين خمس حركات علي جهة واحدة.
وعن سليمان بن قتة- وهو أخو إبراهيم- أنه قرأ (تسعة أعشر) بضم التاء ضمة إعراب وإضافته إلي (أعشر) و (أعشر) مجرور منون، وذلك علي فك التركيب».
٤ - فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ٦٠:٢
في المحتسب ٨٥:١ - ٨٧: «ومن ذلك قراءة الأعمش (اثنتا عشرة عينا) بفتح الشين.
قال أبو الفتح: القراءة بذلك عشرة، وعشرة فأما عشرة فشاذ، وهي قراءة الأعمش، وعلي الجملة فينبغي أن يعلم أن ألفاظ العدد قد كثر فيها الانحرافات والتخليطات، ونقضت في كثير منها العادات، وذلك أنه لغة الحجاز في غير العدد نظير (عشرة) عشرة، وأهل الحجاز يكسرون الثاني، وبنو تميم يسكنونه، فيقول الحجازيون: نبقة وفخذ، وبنو تميم تقول: نبقة وفخذ، فلما ركب الاسمان استحال الوضع فقال بنو تميم: إحدى عشرة وثنتا عشرة إلي تسع عشرة، بكسر الشين، وقال أهل الحجاز (عشرة) بسكونها.
ومنه قولهم في الواحد: واحد، وأحد، فلما صاروا إلي العدد قالوا: إحدى عشرة، فبنوه علي (فعلي). ومنه قولهم: عشرة وعشرة، فلما صاغوا منه اسما للعدد بمنزلة ثلاثون وأربعون قالوا: عشرون، فكسروا أوله.
ومنه قولهم: ثلاثون، وأربعون إلي تسعون، فجمعوا فيه بين لفظين ضدين: