وخرجت على وجهين:
أحدهما: أن تكون الفتحة بناء، وهو فاعل كحاله حين كان مرفوعًا، ولما أضيف إلى غير متمكن جاز فيه البناء، كقراءة: (إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون).
والثاني: أن تكون الفتحة إعراب، وانتصب على أنه نعت لمصدر محذوف؛ أي إصابة مثل إصابة قوم نوح، والفاعل مضمر يفسره سياق الكلام، أين أن يصيبكم هو، أي العذاب. البحر ٢٥٥:٥، ابن خالويه: ٦١
٥ - هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ١١٩:٥
قرأ نافع (يوم) بالنصب على الظرف، وقرأ الأعمش: (يومًا ينفع) وقرأ الحسن بن عياش الشامي (يوم) بالرفع مع التنوين. البحر ٦٣:٤
خرج الفتح الكوفيون على أن (يوم) بمني، لإضافته إلى الجملة الفعلية، وهم لا يشترطون كون الفعل مبنيًا. وعلى قول البصريين هو معرب.
في معاني القرآن للفراء ٣٢٦:١ - ٣٢٧: «ترفع اليوم بهذا، ويجوز أن تنصبه، لأنه مضاف إلى غير اسم، كما قالت العرب: مضى يومئذ بما فيه ويفعلون به ذلك في موضع الخفض قال جرير:
رددنا لشعناء الرسول ولا أرى ... ليومئذ شيئًا ترد رسائله
وكذلك وجه القراءة في قوله: {من عذاب يومئذ} {ومن خزي يومئذ} ويجوز خفضه في موضع الخفض، كما جاز رفعه في موضع الرفع.
وما أضيف إلى كلام ليس فيه مخفوض فافعل به ما فعلت في هذا، كقول الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما تصح والشيب وازع
وتفعل ذلك في يوم، وليلة، وحين، وغداة، وعشية، وزمن، وأزمان، وأيام وليال. وقد يكون قوله: {هذا يوم ينفع الصادقين} كذلك، وقوله: {هذا يوم لا ينطقون} فيه ما في قوله: {يوم ينفع} وإن قتل: هذا يوم ينفع الصادقين، كما قال الله: {واتقوا يومًا لا تجزي نفس} تذهب إلى النكرة كان