(الصلة) فكان التقدير: لا ينهاكم الله عن صلة الذين لم يقاتلوكم في الدين إنما ينهاكم عن صلة الذين قاتلوكم في الدين، أو عن (بر) الذين لم يقاتلوكم في الدين.
النوع الثامن: ما دل الشرع على حذفه وتعيينه، ومثاله قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} أي لا تقربوا مواضع الصلاة وأنتم سكارى، وهذا عند من رأي ذلك.
ومن جملة الأدلة على الحذف: ألا يستقيم الكلام بدونه، ولا يصح المعنى إلا به، قوله تعالى: {ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً} فإنك لو لم تقدر: ثم لا تجد لك برده إليك عينا وكيلاً لم يستقم الكلام.
وقوله: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًا} أي فلم استيأسوا من رده، وكذلك قوله: {ومن قبل ما فرطتم في يوسف} في حفظ يوسف، وكذلك قوله تعالى: {عليكم أنفسكم} أي عليكم إصلاح أنفسكم.
وعلى الجملة فالمضاف قسمان:
أحدهما: ما يتعين تقديره، كقوله تعالى: {آمنوا بالله} تقديره: آمنوا بوحدانية الله، ولا يقدر: آمنوا بوجود الله، لأن الذين خوطبوا بهذا كانوا مؤمنين بوجوده .. فيقدر في كل مكان ما يليق به.
فائدة: ليس حذف المضاف من المجاز، لأن المجاز استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً، والكلمة المحذوفة ليست كذلك، وإنما التجوز في أن ينسب إلى المضاف إليه ما كان منسوبًا إلى المضاف، كقوله تعالى: {واسأل القرية التي كانا فيها والعير التي أقلنا}، فنسبة السؤال إلى القرية والعير هو التجوز، لأن السؤال موضوع لمن يفهمه، فاستعماله في الجمادات استعمال الفظ في غير موضعه.
فصل فيما يتعلق بالله من الأقوال والأعمال
وهي ضربان:
أحدهما: لا حذف فيه، كقوله: {اذكروا الله} و {واعبدوا الله} و {أطيعوا الله} و {وكبروا الله} ومنه: {وكبره تكبيرا}.