بالصفة لم يمكن تعيينه بمبهم آخر مثله لأن المبهم مثله لا يرفع الإبهام، فلم يبقى إلا الموصول أو ذو اللام أو المضاف إلى أحدهما وتعريف المضاف بالمضاف إليه، والأليق بالحكمة أن يرفع إبهام المبهم بما هو متعين في نفسه كذي اللام، لا بالشيء الذي يكتسب التعريف من معرف غيره، ثم يكتسب منه المبهم تعريفه المستعار فاقتصر على ذي اللام لتعيينه في نفسه، وحمل الموصول عليه، لأنه مع صلته بمعنى ذي اللام، فالذي ضربت بمعنى الضارب، وأيضًا الموصول الذي يقع صفة ذو لام، وإن كانت زائدة إلا ذو الطائية.
ومن جهة أن المراد من وصف المبهم تعيين حقيقة الذات المشار إليها ضعف بهذا الأبيض، لأن الأبيض عام لا يخص نوعًا دون آخر كالإنسان والفرس والبقر وغيرها، بخلاف هذا العالم، فإن العالم مختص بنوع من الحيوان، فكأنك قلت: بهذا الرجل العالم».
وفي المقرب لان عصفور ٢٢٣:١: «وأما المضاف إلى المشار فينعت بالمشار وبما فيه الألف واللام، وبما أضيف إليهما».
١ - أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ٥٣:٥
الذين: خبر عن هؤلاء، وجوز الحوفي أن يكون صفة. البحر ٥١٠:٣
الوصف بالاسم الجامد
في المقتضب ٢٥٨:٣ - ٢٦٠ «باب ما يقع في التعبير من أسماء الجواهر التي لا تكون نعوتًا.
تقول: مررت ببر قفيز بدرهم، لأنك لو قلت ببر قفيز كنت ناعتًا بالجوهر، وهذا لا يكون، لأن النعوت تحلية، والجواهر هي المنعوتات.
وتقول: العجب من بر مررنا به قفيزًا بدرهم. فإن قلت: كيف أجعله حالاً للمعرفة، ولا أجعله صفة للنكرة؟ فإن سيبويه اعتل في ذلك بأن النعت تحلية،