ذكرنا أن الفصل بين الصفة والموصوف بالخبر جائز، وهنا الموصوف ليس مبتدأ، وإنما أضيف إليه المبتدأ فلذلك منع الفصل.
٥ - شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ١٨:٣
في الكشاف ٣٤٤:٢: «هل يجوز أن يكون (قائمًا بالقسط) صفة للمنفي، كأنه قيل: لا إله قائمًا بالقسط إلا هو؟ قلت: لا يبعد، فقد رأيناهم يتسعون في الفصل بين الصفة والموصوف .. لا رجل إلا عبد الله شجاعًا».
وفي البحر ٤٠٥:٢: «وهذا الذي ذكره لا يجوز؛ لأنه فصل بين الصفة والموصوف، بأجنبي وهو المعطوفان اللذان هما (الملائكة وأولو العلم) وليسا معمولين لجملة (لا إله إلا هو) بل هما معمولان لشهد .. وأما المثال الذي مثل به وهو: لا رجل إلا عبد الله شجاعًا فليس نظير تخريجه في الآية، لأن قولك: (إلا عبد الله) بدل على الموضع من (لا رجل) فهو تابع على الموضع، فليس بأجنبي، على أن في جواز هذا التركيب نظرًا لأنه بدل و (شجاعًا) وصف. والقاعدة: أنه إذا اجتمع البدل والوصف قدم الوصف على البدل، وسبب ذلك أنه على نية تكرار العامل على المذهب الصحيح، فصار من جملة أخرى».
٦ - وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ١٣٧:٧
التي: نعت لمشارق ومغاربها. ومن أجاز أن يكون نعتًا للأرض فقوله ضعيف للفصل بالعطف بين المنعوت والنعت البحر ٣٧٦:٤، العكبري ١٥٧:١
جوز الأنباري الأمرين. البيان ٣٧٢:١
٧ - وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ١٠١:٩
في معاني القرآن للزجاج ٥١٧:٢: مقدم ومؤخر. (مردوا) متصل بقوله: (منافقون).
وفي الكشاف ٣٠٥:٢: «وعلى الوجه الأول لا يخلو من أن يكون كلامًا مبتدأ