التوكيد قطع أطماع الكفار وتحقيق الأخبار بموافاتهم على الكفر، وأنهم لا يسلمون أبدًا.
والثاني: أنه ليس للتوكيد، واختلفوا، فقال الأخفش: المعنى: لا أعبد الساعة ما تعبدون، ولا أنتم عابدون السنة ما أعبد، ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبد، فزال التوكيد، إذ تقيدت كل جملة بزمان مغاير.
وقال أبو مسلم: (ما) في الأوليين بمعنى الذي، والمقصود المعبود، و (ما) في الأخريين مصدرية، أي لا أعبد عبادتكم المبنية على الشك وترك النظر، ولا أنتم تعبدون عبادتي المبنية على اليقين ...
وقال الزمخشري: لا أعبد: أريد به العبادة فيما يستقبل، لأن (لا) لا تدخل إلا على مضارع في فعل الاستقبال، كما أن (ما) لا تدخل إلا على مضارع في معنى الحال والمعنى: لا أفعل في المستقبل ما تطلبون منى من عبادة آلهتكم، ولا أنتم فاعلون فيه ما أطلب منكم من عبادة إلهي ولا أنا عابد ما عبدتم، أي وما كنت قط عابدًا فيما سلف ما عبدتم، يعني: لم تعهد مني عبادة صنم في الجاهلية، فكيف ترجى مني في الإسلام، ولا أنتم عابدون ما أعبد أي وما عبدتم في وقت ما أنا على عبادته».
الفصل بين المؤكد والمؤكد
١ - ويرضين لما أتيتموهن كلهن ٥١:٣٣
كلهن: بالرفع تأكيد للنون في (يرضين)، وقرئ بالنصب توكيد لضمير النصب في (آتيتموهن). البحر ٢٤٤:٧، العكبري ١٠١:٢
٢ - يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ٢٢:٢٥
في الكشاف ٢٧٣:٤: «يوم يرون» منصوب بأحد شيئين: إما بما دل عليه (لا بشرى)، أي يوم يرون الملائكة يمنعون البشرى، أي يعدمونها. ويومئذ