وقد قالت العرب: امرأة عدوة الله، وترك بعضهم الهاء. فالذين أدخلوا الهاء وجهوها إلى الأسماء، والذين طرحوا الهاء ذهبوا بها إلى النعت، ومضوا على القياس حتى ينتهي إلى قوله: (حلوبة) و (أكولة الراعي) فإن هذه بالهاء لا يكادون يطرحون، لأنها مصروفة عن جهتها؛ ألا ترى أن قولهم: ما عندي حلوبة ولا جزوزة تجد معناها: ما عندي شاة تحلب ولا تجز، وأن قولهم: صبور وشكور معناه: هو الذي يصبر ويشكر، فكرهوا أن يدخلوا الهاء فيما له الفعل، وفيما ليس له الفعل، فقرقوا بالهاء بينهما ..
وفى قراءتنا: (فمنها ركوبهم). والركوب هاهنا مبهم، أي فمنها ما يركبون، فجرى على التذكير، إذا لم يقصد به قصد تأنيث».
وفى المحتسب ٢١٦:٢ - ٢١٧ «ومن ذلك قراءة الحسن والأعمش (ركوبهم) برفع الراء، وقرأ (ركوبتهم) عائشة وأبى بن كعب».
قال أبو الفتح: أما الركوب بضم الراء فمصدر، والكلام محمول على حذف المضاف مقدمًا أو مؤخرًا .. وأما ركوبتهم فهي المركوبة كالقتوبة والجزوزة والحلوبة، أي ما يقتب ويجز ويحلب».
١ - فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ٧٢:٣٦
في معاني القرآن للفراء ٣٨١:٢: «اجتمع الفراء على فتح الراء، لأن المعنى: فمنها ما يركبون، ويقوى ذلك أن عائشة قرأت (فمنها ركوبتهم) لو قرأ قارئ: (فمنها ركوبهم) كما تقول: منها أكلهم وشربهم وركوبهم كان وجهًا».
وفي المشكل ٢٣١:٢ - ٢٣٢: «(ركوبهم) إنما أتى بغير تاء على جهة النسب عند البصريين، والركوب: ما يركب بالفتح، والركوب، بضم الراء: اسم للفعل.
وقرأت عائشة رضي الله عنها: (ركوبتهم) بالتاء، وهو الأصل عند الكوفيين ليفرق بين ما هو فاعل وبين ما هو مفعول، فيقولون: امرأة صبور وشكور، فهذا