في البرهان ٤: ١٠٣: «جعل الأخفش (الفاء) زائدة. وقال سيبويه: هي جواب لشرط مقدر، أي إن أردت علمه فذلك». العكبري ٢: ١٦١، المغني ٢: ١٧٥.
سيبويه لم يذكر هذه الآية في كتابه. والمعروف عنه أنه لا يرى زيادة الفاء في الخبر، وخرج نحو قوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا} وقول الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم
على أن الكلام جملتان، أي مما يتلى عليكم، وهذه خولان.
وقد جعل البغدادي في الخزانة ١: ٢١٨ الفاء في البيت عاطفة عند سيبويه، أو هي جواب لشرط مقدر.
وفي الكشاف ٤: ٢٣٦: «وطريقة أخرى: أن يكون {فذلك} عطفا على {الذي يكذب} إما عطف ذات، أو صفة على صفة ...». البحر ٨: ٥١٧.
الفاء الفصيحة
الفاء التي تكون جوابا لشرط مقدر مع الأداة سماها الزمخشري فاء الفصيحة، وقال عنها: لا تقع إلا في كلام بليغ. الكشاف ١: ٧١.
وقال عن حذف أداة الشرط وفعل الشرط: هو من أحاسن الحذوف.
الكشاف ٢: ٤٩.
وقال أبو حيان عن هذا الحذف: إنه لا يجوز. البحر ٧: ٣٥٥ - ٣٥٦.
وقال عنه أيضًا: لم يثبت ذلك في لسان العرب. البحر ٤: ٢١٠.
والمتتبع لكلام أبي حيان يجده اعترض على الزمخشري في مواضع تزيد عن العشرة، ثم قال بهذا التقدير في مواضع سكت فيها الزمخشري عن هذا التقدير، ثم وافقه في مواضع أخرى، وقد عرضنا لهذا كله في الحديث عن أدوات الشرط.
ونجد الزركشي يطلق فاء الفصيحة على الفاء التي عطفت على محذوف قال