ومنهم: الإمام عليّ بن المدينيّ، فقال: قيس بن أبي حازم سمع من أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وسعد بن أبي وقّاص، فقيل له: هؤلاء كلهم سمع منهم قيس ابن أبي حازم سماعًا؟ قال: نعم سمغ منهم سماعًا، ولولا ذلك لم نعدّ له سماعًا (١).
ومنهم: الحافظ عمرو بن عليّ الفلّاس، فقد قال في شأن ميمون بن أبي شبيب (٢): كان يُحدّث عن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وليس عندنا في شيء منه يقول: سمعت، ولم أُخبر أن أحدًا يزعم أنه سمع من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. وسئل عن القاسم ابن عبد الرحمن (٣) لقي أحدًا من الصحابة؟ قال: لا. ونُقل عنه غير هذا.
ومنهم: الإمام الناقد أبو زرعة الرازيّ رَحِمَهُ اللهُ، فقد قال في أبي أمامة بن سهل (٤): "لم يسمع من عمر"، هذا مع أن أبا أمامة رأى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-. وقال: "عمرو بن شُرحبيل (٥) عن عمر مرسل"، هذا وعمرو أدرك الجاهليّة، وقد أثبت البخاريّ سماعه من عمر (٦). وقال أيضًا: "عكرمة (٧) عن عليّ مرسل". ولا شك في معاصرة عكرمة لعليّ -رضي الله عنه-.
ومنهم: محمد بن عوف الطائيّ الحمصيّ، أحد الأئمة، سئل هل سمع شُريح بن عُبيد (٨) من أبي الدرداء؟ فقال: لا، فقيل له: فسمع من أحد من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: ما أظنّ ذلك، وذلك أنه لا يقول في شيء: سمعت، وهو ثقة.
ومنهم: أبو حاتم الرازيّ، فقد قال: الزهريّ لا يصحّ سماعه من ابن عمر، رآه ولم يسمع منه، ورأى عبد الله بن جعفر، ولم يسمع منه. وقال أيضًا في رواية ابن سيرين (٩) عن أبي الدرداء: قد أدركه، ولا أظنّه سمع منه، ذاك بالشام، وهذا بالبصرة. وسأله ابنه هل أبو وائل (١٠) سمع من أبي الدرداء؟ قال: أدركه، ولا يحكي سماع شيء، أبو الدرداء كان بالشام، وأبو وائل كان بالكوفة، قال: كان يدلّس؟ قال: لا، هو كما يقول أحمد بن حنبل -يعني يرسل، ولا يدلّس-.
ومنهم: أبو بكر البزّار، قال: لا نعلم سمع محمود بن لبيد (١١) من عثمان، وإن كان قديمًا. وقال أيضًا: روى مكحول عن جماعة من الصحابة: عن عبادة، وأم
(١) "العلل" لابن المدينيّ ص ٤٩ - ٥٠.
(٢) لم يوصف بالتدليس.
(٣) لم يوصف بالتدليس.
(٤) لم يوصف بالتدليس.
(٥) لم يوصف بالتدليس.
(٦) راجع "التاريخ الكبير" ٦/ ٣٤١.
(٧) لم يوصف بالتدليس.
(٨) لم يوصف بالتدليس.
(٩) لم يوصف بالتدليس.
(١٠) لم يوصف بالتدليس.
(١١) لم يوصف بالتدليس.