التابعين، كان ابن عمر يجلس إليه، ويقول: لله در ابن قتادة، ماذا يأتي به. ويُروى عن مجاهد قال: نفخر على التابعين بأربعة، فذكره فيهم. وقال العوام بن حوشب: رُئي ابن عمر في حلقة عبيد بن عمير يبكي، قال ابن جريج: مات عبيد بن عمير قبل ابن عمر. وقال ابن حبان في "الثقات": مات سنة (٦٨). أخرج له الجماعة، وله في "صحيح مسلم" (١١) حديثًا.
(عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-) هي: هند بنت أبي أمية حذيفة، ويقال: سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة اثنتين من الهجرة، بعد بدر، وبنى بها في شوال، وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسود.
قال الحافظ: والصحيح أنه -صلى الله عليه وسلم- تزوجها سنة أربع، ويقال سنة ثلاث، فان أبا سلمة بن عبد الأسد شهد أحدا، ورُمي بسهم، فعاش بعده خمسة أشهر، أو سبعة ومات، وحَلّت أم سلمة في شوال سنة أربع، وقد نص على ذلك خليفة بن خياط، والواقدي.
روت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعنها ابناها عمر، وزينب ابنا أبي سلمة بن عبد الأسد، ومكاتبها نبهان، وأخوها عامر بن أبي أمية، وابن أخيها مصعب بن عبد الله بن أبي أمية، ومواليها: عبد الله بن رافع، ونافع، وسفينة، وأبو كثير، وابن سفينة، وخيرة أم الحسن البصري، وسليمان بن يسار، وأسامة بن زيد بن حارثة، وغيرهم.
قال الواقدي: توفيت في شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة. وقال أحمد بن أبي خيثمة: توفيت في ولاية يزيد بن معاوية. وقال غيره: توفيت سنة اثنتين وستين.
وأما قول الواقدي، إنها توفيت سنة تسع وخمسين، فمردود عليه بما ثبت في "صحيح مسلم" أن الحارث بن عبد الله بن ربيعة وعبد الله بن صفوان دخلا على أم سلمة في ولاية يزيد بن معاوية، فسألاها عن الجيش الذي يُخسَف بهم، وكانت ولاية يزيد في أواخر سنة ستين. وقال ابن حبان: ماتت في آخر سنة إحدى وستين، بعدما جاءها نعي حسين بن علي رضي الله عنهما. أخرج لها الجماعة، ولها في "صحيح مسلم" (٤٣) حديثًا (١).
(عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثًا) هو ما أخرجه مسلم في "صحيحه"، فقال:
(١) وذكر ابن الجوزيّ أنها روت (٣٧٨) حديثًا، اتفقا على (١٣) حديثًا، وانفرد البخاريّ بثلاثة، ومسلم بثلاثة. والله تعالى أعلم.