والكسل: الفتور والتواني.
(وفراغ قلب) من الشواغل لانه أقرب إلى الخشوع.
(و) سن (فيها) أي في صلاته كلها، (خشوع بقلبه) بأن لا يحضر فيه غير ما هو فيه وإن تعلق بالآخرة.
(وبجوارحه) بأن لا يعبث بأحدها،
ــ
وفي العوارف: سئل أبو سعيد الخراز: كيف الدخول في الصلاة؟ فقال: هو أن تقبل عليه تعالى كإقبالك عليه يوم القيامة، ووقوفك بين يديه ليس بينك وبينه ترجمان، وهو مقبل عليك وأنت تناجيه.
قال في الأربعين: الأصل ما معناه: ولا تقل الله أكبر إلا وفي قلبك ليس أكبر منه.
ولا تقل وجهت وجهي إلا وقلبك متوجه بكله إليه تعالى ومعرض عن غيره.
ولا تقل الحمد لله إلا وقلبك طافح بشكر نعمته عليك، فرح به.
ولا تقل إياك نعبد وإياك نستعين إلا وأنت مستشعر ضعفك وعجزك، فإنه ليس إليك ولا إلى غيرك من الامر شئ.
وكذلك في جميع الأذكار والأعمال.
روي عنه عليه السلام أنه قال: يقول الله عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الله عزوجل: مجدني عبدي.
فإذا قال: الحمد لله رب العالمين.
قال: حمدني عبدي.
فإذا قال: الرحمن الرحيم.
قال: أثنى علي عبدي.
فإذا قال: مالك يوم الدين.
قال: فوض إلي عبدي.
فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين.
قال: هذا بيني وبين عبدي.
فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم.
قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل.
(قوله: بنشاط) أي بهمة ورغبة.
(قوله: ذم تاركيه) أي النشاط.
(قوله: بقوله إلخ) متعلق بذم.
وقوله: وإذا قاموا أي المنافقون.
وقوله: قاموا كسالى أي متثاقلين.
وأنشد أبو حيان في ذم من ينتمي إلى الفلاسفة: وما انتسبوا إلى الإسلام إلا لصون دمائهم أن لا تسالا فيأتون المناكر في نشاط ويأتون الصلاة وهم كسالى (قوله: والكسل: الفتور والتواني) أي وهو ضد النشاط.
(قوله: وفراغ قلب) بالجر، معطوف على نشاط.
أي خلوه وتجرده.
وقوله: من الشواغل أي الدنيوية، لأن ذلك أدعى لتحصيل الغرض.
فإذا كانت صلاته كذلك انفتح له فيها من المعارف ما يقصر عنه فهم كل عارف، ولذلك قال عليه السلام: وجعلت قرة عيني في الصلاة.
ومثل هذه هي
التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.
اه م ر.
وفي المغني: قال القاضي: يكره أن يفكر في صلاته في أمر دنيوي أو مسألة فقهية، أما التفكر في أمر الآخرة فلا بأس به، وأما فيما يقرؤه فمستحب.
(فائدة) فيها بشرى، روى ابن حبان في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا، إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه فوضعت على رأسه، أو على عاتقه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه، أي حتى لا يبقى منها شئ إن شاء الله تعالى.
اه.
(قوله: لأنه) أي فراغ القلب.
وقوله: أقرب إلى الخشوع أي إلى تحصيله.
(قوله: وسن فيها خشوع) اختلفت آراء العلماء فيه، فذهب بعضهم إلى أنه غض البصر وخفض الصوت، ومحله القلب.
وعن على: أن لا يلتفت يمينا وشمالا.
وعن ابن جبير: أن لا يعرف من على يمينه ولا من على يساره.
وعن عمرو بن دينار: هو السكون وحسن الهيئة.
وعن ابن سيرين: هو أن لا ترفع بصرك عن موضع سجودك.
وعن عطاء: هو أن لا تعبث بشئ من جسدك في الصلاة.
وقيل: هو جمع الهمة والإعراض عماسوى الصلاة.
وقال في النهاية: وقد اختلفوا هل الخشوع من أعمال الجوارح كالسكون؟ أو من أعمال القلوب كالخوف؟ أو هو عبارة عن المجموع على أقوال للعلماء؟ اه.
(قوله: بأن لا يحضر فيه إلخ) تصوير للخشوع بالقلب.
(قوله: غير ما هو فيه) أي غير ما هو متلبس به وبصدده، من الصلاة وما تشتمل عليه.
وقوله: وإن تعلق بالآخرة أي وإن تعلق ذلك الغير بالآخرة، كذكر الجنة والنار وغيرهما من الأحوال السنية التي لا تعلق لها بذلك المقام.
قال ع ش: وهذا قد يشكل عليه استحباب كثرة الدعاء في السجود والركوع والاستغفار وطلب الرحمة إذا مر بآية استغفار أو رحمة، والاستجارة من العذاب إذا مر بآية عذاب، إلى غير ذلك مما يحمل على طلب الدعاء في