قال: أخبرنا قَبيصة بن عقبة قال: حدّثنا سفيان عن أبي الوازع قال: قلتُ لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، قال فغضب وقال: إنى لأحْسِبُك عِراقِيًّا، وما يُدريك ما يُغلِقُ عليه ابن أمّك بابَه (١)؟
قال: أخبرنا قَبيصة بن عُقبة قال: حدّثنا سفيان عن زيد بن أسلم قال: أرسلنى أبي إلى ابن عمر فرأيتُه يكتب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمّا بعدُ.
قال: أخبرنا يحيَي بن خُلَيْف بن عُقبة قال: حدّثنا ابن عون عن محمد قال: كتب إنسان عند ابن عمر بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لفُلانٍ، فقال: مَهْ إنّ اسم الله هو له.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسيّ قال: حدّثنا أبو عَوانة عن أبي بِشْر عن يوسف بن ماهِك قال: انطلقتُ مع ابن عمر إلى عُبيد بن عُمير وهو يقصّ على أصحابه، فنظرتُ إلى ابن عمر فإذا عيناه تُهراقان.
قال: أخبرنا موسى بن مسعود أبو حُذيفة النّهْدىّ قال: حدّثنا عكرمة بن عمّار عن عبد الله بن عبيد بن عُمير عن أبيه أنّه قرأ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} سورة النساء: ٤١، حتى ختم الآية، فجعل ابن عمر يبكى حتى لَثِقَتْ لحيتُه وجيبه من دموعه. قال عبد الله: فحدّثنى الذى كان إلى جنب ابن عمر قال: لقد أردتُ أن أقوم إلى عُبيد بن عُمير فأقول له اقْصُرْ عليك فإنّك قد آذَيْتَ هذا الشيخ (٢).
قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثنا يحيَي ابن سعيد عن القاسم بن محمد قال: رأيتُ ابن عمر عند القَاصِّ (٣) رافعًا يدَيْه يدعو حتى تُحاذيا منكبَيْه.
قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد قال: حدّثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّه أقام بأذَرْبَيْجانَ ستّة أشهر حبسه بها الثلج فكان يُقْصِرُ الصلاةَ.
(١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٢٠.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢١٤.
(٣) في متن ل "العاص" وبالهامش: قراءة دى خويه "القاص" وآثرت قراءته اعتمادا على رواية ث.