قال: أخبرنا عبد الملك بن عَمرو أبو عامر العَقَدِيّ، قال: حدّثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مُليكة، أن عبد الرحمن بن أبي بكر تُوفي بالحبشى على رأس أميال من مكة فنقله ابن صفوان إلى مكة، فبلغ ذلك عائشة فقالت: ما آسى من أمره إلا على خصلتين: إنه لم يُعَالَجْ ولم يُدفن حيث مات. قال نافع: وكان مات فجأة (١).
قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أُوَيس المدني الأعشى، عن سليمان بن بلال، عن عَلقمة بن أبي عَلقمة، عن أمه، أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلّت عند بيت النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وهي صحيحة، فَسَجَدَتْ فلم ترفع رأسَها حتى مَاتَتْ، فقالت عائشة: الحمد لله الذي يحيي ويميت، إن في هذا لَعِبْرَةً لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رَقَدَ في مَقِيلٍ له قَالَهُ، فذهبوا يُوقِظونَهُ فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمةٌ أن يكون صُنع به شرٌ، أَوْ عُجِلَ عليه فَدُفِن وهو حَيّ، فرأت أنه عِبرةٌ لها، وذهب ما كان في نفسها من ذلك (٢).
قال: أخبرنا مَعن بن عيسى، قال: حدّثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد، قال: توفي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في نومٍ نامَهُ، فأعتقت عنه عائشة أم المؤمنين رقابًا.
قال: أخبرنا وَكيع الجَرّاح، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القَاسم بن محمد، أن أخًا لعائشةَ نزل منزلًا فمات فجأةً، فأعتقت عنه عائشة رقيقًا من تلاده، ترجو أن ينفعه ذلك بعد موته (٣).
قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن القَاسم بن محمد، أن عبد الرحمن بن أبي بكر تُوفي في قائلةٍ لهُ وأن عائشةَ أختهُ زوج النبي، - صلى الله عليه وسلم -، أعتقت عنه عبيدًا له مِن تِلَادِهِ، ترجو أن ينفعهُ الله بهم.
قال: أخبرنا الفضلُ بن دُكَيْن، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جُرَيْج، عن ابن أَبِي مُلَيْكَة، قال: كانت عائِشة تزور قبرَ أخيها في هَودج.
(١) الخبر بنصه لدى ابن عساكر في تاريخه - كما أورده ابن منظور ج ١٤ ص ٢٨٥.
(٢) المصدر السابق.
(٣) نفس المصدر.