قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا يحيَى بن عبد الله بن أبي فَرْوَة، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزم قال: صلّى عليه الوليد بن عتبة وهو أمير المدينة ومروان بن الحَكَم يوم شهد أبا هريرة معزولًا من عمل المدينة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني محمد بن هلال، عن أبيه، قال: شهدتُ أبا هريرة يوم مات وأبو سعيد الخُدْري ومروان يمشيان أمام الجنازة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن نافع عن أبيه، قال: كنتُ مع ابن عمر في جنازة أبي هريرة وهو يمشي أمامها ويُكْثِرُ الترحّم عليه ويقول: كان مِمّن يحفظ حديث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، على المسلمين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدَّثني عَمْرو بن عبد الله بن عَنْبَسَة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان قال: لمَّا مات أبو هريرة كان ولد عثمان يحملون (١) سريره حتى بلغوا البقيع حفظًا بما (٢) كان من رأيه في عثمان.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني ثابت بن قيس، عن ثابت بن مِشْحَل قال: كتب الوليد بن عتبة إلى معاوية يُخْبرُه بموت أبي هريرة فكتب إليه: انظر من ترك فادفع إلى وَرَثَتِه عشرة آلاف درهم وأحْسِنْ جِوارَهم وافعل إليهم معروفًا فإنّه كان مِمّن نصر عثمان وكان معه في الدار فرحمه الله.
قال محمد بن عمر: وكان أبو هريرة ينزل ذا الحُليفة وله دار بالمدينة تصدّق بها على مواليه فباعوها بعد ذلك من عمر بن بَزِيع (٣).
وقد روى أبو هريرة عن أبي بكر وعمر وتوفّى سنة تسعٍ وخمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان. وكان له يومَ توفّى ثمان وسبعون سنة، وهو صلّى على عائشة زوج النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، في شهر رمضان سنة ثمانٍ وخمسين، وهو صلّى على أمّ سَلَمة زوج النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، في شوّال سنة تسعٍ وخمسين. وكان الوالي
(١) ث " .. ولد عثمان الذين يحملون .. ".
(٢) ث "لما".
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٨٦ وقد تحرف فيه "عمر بن بزيع" إلى "عمرو بن مربع" وتاريخ ابن عساكر مختصر ابن منظور ج ٢٩ ص ١٨٠. وعمر بن بزيع هذا هو مولى الخليفة المهدي. تولى ديوان الأزمة، انظر الطبري ج ٨ ص ١٤٢.