أَبِي كَبِيرٌ ولم يحجج، فإن أنا حملته على بعير لم يثبت، وإن شددته عليه لم آمن عليه. فقال: أكنت قاضيًا دينًا لو كان على أبيك؟ قال: نعم. قال: فاحجج عنه.
قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك، عن أيوب بن أبي تميمة السختياني، عمّن أخبره، عن عبيد الله بن العباس: أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنّ أُمي كبيرة لا نستطيع أن نُركِبَها، لا تستمسك وإن ربطناها خفت أن تموت، أفأحج عنها؟ قال: نعم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: روى أيوب السختياني هذا الحديث عن عُبَيد الله بن العباس ولم يشك، وهو أقرب إلى الصواب، لأن الفضل بن العباس توفي في زمان عمر بن الخطاب بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ولم يدركه سليمان بن يسار. وعُبَيد الله بن عباس قد بقي إلى دهر يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. وسليمان بن يسار يقول في هذا الحديث: حدثني. فهذا أولى بالصواب إن شاء الله تعالى.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: استعمل علي بن أبي طالب عبيد الله بن العباس على اليمن، وأمره فحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين. وبعثه أيضًا على الحج سنة تسع وثلاثين، فاصطلح الناس تلك السنة على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري فحج بهم. ومات عبيد الله بن العباس بالمدينة (١).
* * *
١٣٦٩ - قُثَمُ بن العباس
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف بن قُصَيّ، وأُمّه أمّ الفَضْل لُبَابَة الكبرى بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم بن رُوَيْبَة بن عبد الله بن هلال بن عامر. وليس له عقب، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبه وكان يُشَبَّهُ بهِ.
قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد وروح بن عبادة، عن ابن جريج، عن جعفر بن خالد بن سارة، سمعه يذكر عن أبيه أن عبد الله بن جعفر قال له: مَرَّ رسول
(١) المزي ج ١٩ ص ٦١.
١٣٦٩ - من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٤٤٠.