قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: ما كان عبيد الله يومئذ إلّا كهيئة السبع الحَرِب (١)، جَعَل يعترض العجم بالسيف حتى حُبس في السجن، فكنتُ أحسبُ أنَّ عثمان إِنْ ولىَ سيقتله لما كنت أراه صنع به، كان هو وسعد أشدّ أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عليه (٢).
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى كثير بن زيد عن المطّلب بن عبد الله بن حَنْطَب قال: قال عليّ لعبيد الله بن عمر: ما ذنبُ بنت أبى لؤلؤة حين قتلتَها؟ قال فكان رَأْىُ عليّ -حين استشاره عثمان- ورأْىُ الأكابر من أصحاب رسول الله على قتله، لكن عَمرو بن العاص كلَّم عثمان حتَى تركه، فكان عليّ يقول: لو قدرتُ على عبيد الله بن عمر ولى سلطانٌ لاقتصصتُ منه (٣).
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى هشام بن سعد قال: حدّثنى من سمع عِكْرِمَة مولى ابن عبّاس قال: كان رأى عليّ أن يقتل عبيد الله بن عمر لو قدر عليه.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى محمد بن عبد الله، عن الزهريّ قال: لمّا استُخلف عثمان دعا المهاجرين والأنصار فقال: أشيروا عليّ في قتل هذا الذى فتق في الدّين ما فتق، فأجمع رأى المهاجرين والأنصار على كلمة واحدة يشجّعون عثمان على قتله، وقال جُلّ الناس: أبعد الله الهرمزان وجُفينة، يريدون يُتْبِعون عبيد الله أباه. فكثر ذلك القول فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إنّ هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على الناس فأعْرِضْ عنه. فتفرّق الناسُ عن كلام عمرو بن العاص (٤).
أخبرنا محمّد بن عمر قال: فحدّثنى ابن جُريج، أنّ عثمان استشار المسلمين فأجمعوا على ديتهما ولا يُقتل بهما عبيد الله بن عمر، وكانا قد أسلما وفرض لهما عمر، وكان عليّ بن أبى طالب لمّا بويع له أراد قتل عبيد الله بن عمر فهرب منه إلى معاوية بن أبى سفيان فلم يزل معه فقُتل بصِفِّين (٥).
(١) حَرِب الرجل: اشتد غضبه، فهو حَرِب. وأسد حرب.
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخه ج ٤٤ ص ٣٥٥ من طريق الواقدى.
(٣) أورده ابن عساكر في تاريخه ج ٤٤ ص ٣٦٠ من طريق ابن سعد.
(٤) أسد الغابة ج ٣ ص ٥٢٨.
(٥) أورده ابن عساكر في تاريخه ج ٤٤ ص ٣٦٠ من طريق ابن سعد.