قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن العَيْزار بن حُريث قال: كنتُ عند ابن عبّاس وأتاه عليّ بن حسين فقال: مرحبًا بالحبيب ابن الحبيب.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا نصر بن أوس قال: دخلتُ على عليّ بن حسين فقال: ممّن أنت؟ قلت: من طَيئ، قال: حيّاك الله وحيّا قومًا اعتزيت إليهم، نِعْمَ الحيّ حيّك. قال قلت: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن الحسين. قال قلت: أو لم يُقْتَل مع أبيه؟ قال: لو قُتل يا بُنى لم تره.
قال: أخبرنا عليّ بن محمد عن سعيد بن خالد، عن المَقْبُرى قال: بعث المختار إلى عليّ بن حسين بمائة ألف، فكره أن يقبلها، وخاف أن يَرُدَّها، فأخذها، فاحتبسها عنده، فلمّا قُتل المختار كتب عليّ بن حسين إلى عبد الملك بن مروان: إنّ المختار بعث إليّ بمائة ألف درهم فكرهتُ أن أردّها وكرهتُ أن آخذها فهى عندى فابْعث من يقبضها. فكتب إليه عبد الملك: يابن عمّ خُذْها فقد طَيَّبْتُها لك، فَقَبِلَها (١).
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا عيسى بن دينار المؤذّن قال: سألتُ أبا جعفر عن المختار فقال: إنّ عليّ بن حسين قام على باب الكعبة فلعن المختار فقال له رجل: جعلنى الله فِداك، تلعنه وإنّما ذُبح فيكم؟ فقال: إنّه كان كذّابًا يكذب على الله وعلى رسوله (٢).
أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي جعفر قال: إنّا لنصلّى خلفهم في غير تقيّة، وأشهد على عليّ بن حسين أنّه كان يصلّى خلفهم في غير تقيّة (٣).
قال: أخبرنا عبد العزيز بن الخطّاب قال: حدّثنا موسى بن أبي حبيب الطائفى عن عليّ بن الحسين قال: التارك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقى تُقاة. قيل: وما تقاته؟ قال: يخاف جبّارًا عنيدًا أنْ يَفْرُطَ عَلَيْهِ أوْ أنْ يَطْغى.
(١) أورده المزى ج ٢٠ ص ٣٨٩ نقلا عن ابن سعد.
(٢) المزى ج ٢٠ ص ٣٩٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٣٩٧.