قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبير قال: لقيني مسروق فقال: يا سعيد ما بقى شيء يُرْغَب فيه إلّا أن نعفّر وجوهنا في هذا التراب. قال وكان بينه وبين أهله ستر.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدّثنا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال: كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يعجب بعمله.
وقال مسروق: والمرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين قال: بلغنا بالكوفة أنّ مسروقًا كان يفرّ من الطاعون فأنكر ذلك محمد وقال: انطلقْ بنا إلى امرأته فلنسألها. فدخلنا عليها فسألناها عن ذلك فقالت: كلا والله ما كان يفرّ ولكنه يقول: أيّام تشاغُل فأحبّ أن أخلو للعبادة، فكان يتنحّى فيخلو للعبادة. قالت فربّما جلستُ خلفه أبكي ممّا أراه يصنع بنفسه، قالت وكان يصلّي حتى تورّم قدماه، قالت وسمعته يقول: الطاعون والبطن والنّفساء والغرق، من مات فيهنّ مسلمًا فهي له شهادة (١).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدّثنا عاصم الأحول، عن الشّعْبيّ، عن مسروق قال: سمع سائلًا يذكر الزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، قال فكره مسروق أن يعطيه على ذلك شيئًا وخاف أن لا يكون منهم. قال: فقال له: سَلْ فإنّه يعطيك البرّ والفاجرُ.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا حفص بن غياث عن إسماعيل عن أبي إسحاق قال: قال مسروق: لولا بعضُ الأمر لأقمتُ على أمّ المؤمنين مناحةً.
قال: أخبرنا عمرو بن الهَيْثَم أبو قَطَن قال: حدّثنا المسعودي، عن بُكير بن أبي بُكير، عن أبي الضّحى أنّ مسروقًا شفع لرجل بشفاعة فأهدى له جاريةً
(١) أورده ابن منظور في المختصر ج ٢٤ ص ٢٤٩.