فغضب وقال: لو علمتُ أنّ هذا في نفسك ما تكلّمتُ فيها ولا أتكلّم فيما بقى منها أبدًا! سمعتُ عبد الله بن مسعود يقول: مَن شفع شفاعة ليردّ بها حقًّا أو يدفع بها ظلمًا فأُهْديَ له فقبل فذلك السّحت، قالوا: ما كنَّا نرى السحت إلّا الأخذ على الحكم. قال: الأخذ على الحكم كفر.
قال: أخبرنا قَبيصة بن عُقْبة قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق عن مسروق أنّه زوّج ابنته السائبَ بن الأقرع واشترط لنفسه عشرة آلاف.
قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: حدّثنا إسرائيل قال: حدّثنا أبو إسحاق أنّ مسروقًا زوّج ابنته السائب على عشرة آلاف اشترطها لنفسه وقال: جَهَز امرأتك من عندك. قال: وجعلها مسروق في المجاهدين والمساكين والمكاتبين (١).
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزّهريّ قال: حدّثني حمزة بن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود قال: بلغني أنّ مسروق بن الأجدع أخذ بيد ابن أخٍ له فارتقى به على كُناسة بالكوفة فقال: ألا أريكم الدنيا؟ هذه الدنيا أكلوها فأفنوها، لبسوها فأبلوها، ركبوها فأنضوها، سفكوا فيها دماءهم واستحلّوا فيها مَحارِمَهم وقطعوا فيها أرحامهم (٢).
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسديّ قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبيّ قال: كان مسروق قاضيًا.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين وعمرو بن الهَيْثَم قالا: حدّثنا المسعودي، عن القاسم قال: كان مسروق لا يأخذ على القضاء رزقًا.
قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير، عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن أنّ مسروقًا كان لا يأخذ على القضاء جزاء.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبيّ أنّ مسروقًا قال: لأن أقضي بقضيّة فأوافق الحقّ أو أصيب الحقّ أحبّ إليّ من رباطِ سنةٍ في سبيل الله.
(١) ابن منظور ج ٢٤ ص ٢٤٧.
(٢) ابن منظور: مختصر تاريخ دمشق ج ٢٤ ص ٢٥٠.