قال: أخبرنا محمّد بن عُبيد الطنافسي قال: حدّثنا الأعمش، عن هلال بن يساف قال: قدمت البصرة فدخلت المسجد، فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية مستند إلى أسطوانة في حَلْقة يحدّثهم، قال: فسألتُ من هذا؟ فقالوا: عمران بن الحصين.
قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ حميد بن هلال يحدّث، عن مطرّف قال: قلت لعمران بن حصين ما يمنعنى، عن عيادتك إلا ما أرى من حالك، قال: فلا تفعل فإنّ أحبَّه إليّ أَحَبُّه إلى الله (١).
قال: أخبرنا حَفْص بن عمر الحَوْضيّ قال: حدّثنا يزيد بن إبراهيم قال: سمعت محمدًا، يعنى ابن سيرين، قال: سَقَى بطنُ عمران بن حصين ثلاثين سنة كلّ ذلك يُعرض عليه الكيّ فيأبَى أن يكتوى حتّى إذا كان قبل وفاته بسنتين اكتوى (٢).
قال: أخبرنا عبد الوهّاب بن عطاء قال: أخبرنا عمران بن حُدير، عن لاحق ابن حُميد قال: كان عمران بن الحصين نهى عن الكيّ فابتُلى فاكتوى فكان يَعِجّ فيقول: لقد اكتويتُ كيّة بنار ما أبرأت من ألم ولا شَفَتْ من سقم (٣).
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ حميد ابن هلال يحدّث، عن مطرّف قال: قال لى عمران بن حصين أشعرتَ أنّه كان يسلَّم علىّ فلمّا اكتويتُ انقطع التسليم؟ فقلت: أمن قِبَل رأسك كان يأتيك التسليم أو من قبل رجليك؟ قال: لا بل من قبل رأسى، فقلت: لا أرى أن تموت حتّى يعود ذلك، فلمّا كان بعد ذلك قال لى: أشعرتَ أنّ التسليم عاد لى؟ قال: ثمّ لم يلبث إلّا يسيرًا حتّى مات (٤).
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسديّ، عن سلمة بن علقمة، عن الحسن قال: أوصى عمران بن حصين فقال: إذا متّ فخرجتم بى فأسرعوا
(١) كذا في ث ومثله لدى الذهبي في تاريخه وفيات سنة ٥٢ هـ، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥١٠. وفي طبعة ليدن "فإن أحبه إلى الله أحبه إلى".
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥١١. والسقى: ماء أصفر يقع في البطن.
(٣) المصدر السابق. ويعج: يضج ويرفع صوته.
(٤) أورده الذهبي في تاريخه وفيات سنة ٥٢ هـ.