شبر حبرة من هذه اليمانية المسلسلة، ورأيته يلبس الثياب البرود، ورأيته يلبس إزارًا ورداء ويخرج إلى السوق، وكان يلبس ثوبين ممشّقين يُصبغان بالمِشق.
أخبرنا بكّار بن محمّد قال: كان ابن عون لا يُحْفى شاربه، وكان يأخذه أخذًا وسطًا وكان له شعر إلى أنصاف أذنيه ولو رأيته قلت ليس من تلك الطبقة شديد الاختلاط بالنّاس.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد قال: كان ابن عون تبدو سُرّته إذا اتّزر.
أخبرنا معاذ بن معاذ العنبرى قال: رأيتُ على ابن عون برنسًا من صوف رقيقًا حسنًا، فقال بعض أصحابنا: ما هذا البرنس يا أبا عون؟ فقال: هذا برنس كان لابن عمر، قال: فكساه أنس بن سيرين فبيع في ميراث أنس فاشتريته.
أخبرنا بكّار بن محمّد قال: كانت نعل ابن عون لها زمامٌ واحدٌ ولم تكن سبتيّة، وكانت أردية ابن عون مفتولة وكانت ثياب ابن عون تمس ظهر قدمه.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: رأيتُ بعض أسنان عبد الله بن عون مشدودة بالذّهب.
أخبرنا بكّار بن محمّد قال: كان ابن عون يتمنى أن يرى النّبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلم يره إلّا قبل وفاته بيسير فسُرّ بذلك سرورًا شديدًا فنزل من درجته إلى مسجد كان في الدار، قال: فسقط فأصيب في رجله فلم يُعالجها حتّى مات، وكُفن في بردٍ شراؤه مائتا درهم فماكسنا بنوه وقالوا: لا نشترى إلّا بدون ذلك، فقالت عمّتى- وكانت امرأته- احسبوا الباقى علىّ (١).
قال: وحضرت وفاة ابن عون فكان موجّهًا حتّى قُبض يذكر الله حتّى غرغر بالموت، قال: وقالت لى عمّتى أمّ محمّد بنت عبد الله بن محمّد بن سيرين: اقرأ عند ابن عون سورة يس، فقرأتُها، قال: وما رأيتُ أحدًا كان أشدّ عقلًا عند الموت من ابن عون، وما كان يزيد أن يقول بالثوب هكذا يرفعه عن بطنه. ومات
(١) ابن عساكر ج ٣٧ ص ٢٦١ نقلا عن ابن سعد.