فى بعض المواضيع تفاصيل أوفى من ابن إسحاق، كما فى الفصول الخاصة برسائله وسفاراته، والخاصة بمرضه ووفاته.
إن مجموعة قصائد رثاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- التى ورد ذكرها فى نهاية كتابات ابن سعد عن السيرة والمغازى ويبلغ عددها ٢٥ قصيدة مختلفة، لهى أكبر مجموعة وردت فى الكتب المعروفة لدينا.
فأحيانا نجد الأبيات بأكملها فى كتاب من هذه الكتب أو فى غيره، وأحيانًا لا نجد إِلَّا بعضًا منها.
وتنتهى سيرة النبى بوضوح بعد نهاية هذه المراثى، ثم يشار إلى ذلك بعبارة أخرى "آخر أخبار النبى".
هذا ومما هو جدير بالانتباه أنه قد وردت إشارة لابن النديم فى الفهرست ص ١١١ بأن ابن سعد كتب كتابًا فى أخبار النبى -صلى الله عليه وسلم-، وقد انفرد ابن النديم وحده بهذا القول.
وعندما يتحدث صاحب الفهرست عن كتاب "أخبار النبى" لابن سعد يجب أن نفهم أن هذا الكتاب ليس إِلا الجزء الأول من كتاب "الطبقات الكبير" وهو الجزء الذى يتحدث فيه عن سيرة النبى -صلى الله عليه وسلم-.
ولم يقل بهذا الذى ذهب إليه ابن النديم أحد من العلماء بهذا الفن.
فالنويرى المتوفى سنة ٧٣٣ هـ، أكثر من النقول عن ابن سعد فى الأقسام التى خصصها لسيرة النبى ومغازيه فى كتابه نهاية الأرب، ويعزوها صراحة لابن سعد فى طبقاته.
وابن سيد الناس المتوفى سنة ٧٣٤ هـ، يقول فى كتابه "عيون الأثر فى فنون المغازى والشمائل والسير" ج ٢ ص ٣٤٤ - ٣٤٥: وما كان فيه عن محمد بن سعد فمن "كتاب الطبقات الكبير" له.
أما الذهبى المتوفى سنة ٧٤٨ هـ، فيقول فى الجزء الخاص بالسيرة من تاريخه ص ٢: "وقد طالعت على هذا التأليف من الكتب مصنفات كثيرة، ومادته من. . . والطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدى".