قال عبد العزيز: فقلت لبشر: "زعمت أن معنى جعلناه خلقناه قرآنا عربيا، قال: نعم هكذا قلت وهكذا أقول أبدآ" فقلت: "الله عز وجل تفرد بخلقه ولم يشاركه فيه أحد، أو شاركه في خلقه أحد"، قال: "بل الله خلقه وتفرد بخلقه ولم يشاركه في خلقه أحد".
قال عبد العزيز: "أخبرني عمن قال: إن بعض ولد آدم خلقوا القرآن من دون الله أمؤمن هو أم كافر؟ فقال: بل كافر حلال الدم. فقلت: وأنا أقول أيضا هكذا كافر حلال الدم.
قلت: "فأخبرني عمن قال من أن التوراة خلقها اليهود من دون الله تعالى أمؤمن هو أم كافر"؟ قال: "بل كافر حلال الدم"، فقلت: "وأنا أقول أيضا هكذا كافر حلال الدم". قلت: "فأخبرني عمن قال١: إن بني آدم خلقوا الله، وأن الله أخبر بذلك. أمؤمن هو أم كافر"؟ قال: بل كافر حلال الدم قلت: "وأنا أقول أيضا مثل ذلك".
فأخبرني يا بشر أليس الله خلق الخلق كلهم أجمعين؟ قال: بلى. قلت: فهل شاركه في خلقهم أحد؟ قال: لا. قلت: فمن قال إن بعرض بني آدم خلقوا الله أمؤمن هو أم كافر؟ قال: بل كافر حلال الدم. قلت: وأنا هكذا أقول".
قال بشر: "قد قعدت تمتحنني وتشغلني حتى يؤذن الظهر وينقطع المجلس رجاء أن تنصرف سالما وهو مالا يكون عندك جواب لمسألتي وإلاّ فقد انقطع الكلام وأي شيء هذه الخرافات".
قال عبد العزيز: "فقلت يا أمير المؤمنين ليس ينصفني فأمره أن يجيبني عما أسأله عنه، فإن الذي بقي أيسر، ثم أجيبه عن مسألته وعن كلامه، فقال له المأمون أجبه عن كلامه وما يسألك، قال الساعة يؤذن بالصلاة وينقطع المجلس، فقال المأمون: يؤخر الأذان بالصلاة إلى آخر الوقت وإن احتجتما إلى المجلس بعد الصلاة لتمام الكلام جلست لكما حتى تفرغا".
قال عبد العزيز: "ثم أقبل علي المأمون فقال: سله يا عبد العزيز عما تريد ولا
١ في طبعة المجمع/ ص ٨٧ والجامعة ص ٤٥: عمن قال: إن بني آدم خلقوا الله كان الله تعالى أخبر بذلك. ثم أشار في الحاشية إلى أن هذا اللفظ جاء في ت وظ م.