وقال عامة أهل التأويل: (بِصَوْتِكَ)، أي: بدعائك.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ).
قَالَ بَعْضُهُمْ: (وَأَجْلِبْ)، أي: اجمعهم، ويقال: وأجلبتهم، أي: أعنتهم -أيضًا- وهو قول أبي عَوْسَجَةَ.
وقوله: (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ).
يخرج على الوجوه الثلاثة التي ذكرنا:
أحدها: أن يكون له خيل ورجالة من جنسه وجوهره يجلبهم بهم، وإن كنا لا نراهم؛ كما قال: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ. . .) الآية؛ فجائز أن يكون له خيل ورجالة وجنود لا نراهم نحن، وهم يروننا.
والثاني: على ما ذكرنا: أنه على التمثيل، لكنه ذكر الخيل والرجل؛ لما بالخيل والمشي يصل بعض إلى بعض عند الحاجة إليه في البعد والقرب؛ فذكر ذلك له على ما ذكرنا في الصوت.
والثالث: أنه أضاف كل خيل راكب في معصية اللَّه، أو كل ماش مشى في معصية اللَّه إليه؛ على ما ذكرنا في الصوت: أنه أضاف كل صوت في معصية اللَّه إليه، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا):
قَالَ الْقُتَبِيُّ: (مَوْفُورًا)، أي: موفرًا.
وقال غيره: وافرًا.
وفي قوله: (لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) دلالة نقض قول المعتزلة؛ لأن إبليس سأل ربه التأخير والإبقاء له إلى يوم القيامة، وقد علم أنه إذا أعطاه ذلك له يفي ما وعد، وأبقاه إلى ذلك الوقت، وهم لم يعرفوا ذلك؛ بل قالوا: إنه يجيء عبد فيقتله؛ فيمنعه عن وفاء ما وعد، والإبقاء إلى الوقت الذي وقت له؛ فهو أعرف بربه منهم، وكذلك قال: (رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي)، وهم يقولون لم يغوه؛ فهو أعرف به منهم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ).