بمواقعة الخطيئة, صور له يعقوب يتوعده, وقيل: مثّل له (١)، فضَرب في صدره, فخرجت شهوته من أنامله (٢)، وهو معنى قول سعيد بن جبير, وقال الحسن: زعموا أن سقف البيت انفرج, فرأى يعقوب عاضّاً على أصابعه (٣)، وقال محمد بن كعب القرظي (٤):
بل البرهان ما أوعد الله على الزنا أهله, قال: ورفع رأسه إلى سقف البيت, فإذا كتاب في حائط البيت, {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا (٥) وَسَاءَ سَبِيلًا} (٦) وظاهر الآية: برهان زجره, فجائز أن يكون ما ذكروا وأن يكون غيره (٧) , وقوله تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ} (٨)
يقول: كما أرينا يوسف برهاننا على الزجر
(١) مقاتل، مرجع سابق، ٢/ ٣٢٩.عبدالرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢١. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٩٠.
(٢) عبد الرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢١.ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٩٠. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٣.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٩٥.
(٤) محمد بن كعب القرظي أبو حمزة، ويقال: أبو عبد الله، وهو محمد بن كعب بن حيان بن سليم. (ت: ١١٠ هـ)، كان أبوه من سبي بني قريظة فنزل الكوفة، وولد له بها محمد فيما قيل .. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، الجرح والتعديل، ط ١، (الهند: طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، بحيدر آباد، الدكن، بيروت: دار إحياء التراث العربي، ٢٧١ هـ-١٩٥٢ م)، ٨/ ٦٧. ابن عساكر, مرجع سابق، ٥٥/ ١٣٧.
(٥) كذا في الأصل، زادت {وَمَقْتًا} والصواب بدونها كما نصت الآية الكريمة بقوله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا}، سورة النساء، الآية: (٢٢).
(٦) الإسراء، الآية: (٣٢).
(٧) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٩٨.
(٨) مسألة في هم يوسف عليه السلام: وردت روايات كثيرة في تفسير هَمّ سيدنا يوسف-عليه السلام- وقد أفادت بمجموعها أنه عزم، بل جلس من امرأة العزيز مجلس الرجل من زوجته، وحل السراويل، وكاد أن يرتكب معها الفاحشة، ولم يمنعه من ذلك إلا برهان ربه، على ما فسروه أيضا من روايات تتنافى مع العصمة والسياق. فقد ذكر بعض المفسرين هذه الروايات دون ردٍّ لها أو بيان لزيفها، ومن هؤلاء الأئمة: مقاتل بن سليمان، والصنعاني، والطبرى، وابن أبي حاتم، والواحدي، والبغوى، والثعلبي، والسمعاني أبو المظفر، وغيرهم.
وقد تنبه كثير من المفسرين إلى هذه الخرافات والأباطيل، فردوها، وبينوا وجه الصواب في المسألة.
ومن هؤلاء الأئمة: الرازى، وأبو حيان، والزمخشرى، وابن عطية، وابن تيمية، وابن كثير، وأبو السعود، والألوسى، والشنقيطى، والقاسمى، وغيرهم ينظر: مفاتيح الغيب ١٨/ ٤٣٩. والبحر المحيط ٥/ ٢٩٤،٢٩٥، الكشاف ٢/ ٤٣٢، ٤٣٣. المحرر =