نصب (١) بـ {تَعْبُدُوا} , {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} ابتداء وخبر, و {الْقَيِّمُ} نعت لـ {الدِّينُ} , و {ذَلِكَ} اسم إشارة إلى ما أمر به, {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} مثل ما تقدم, {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} {أَمَّا} تفصيل ما لجملته (٢) , أي: وفيها معنى الشرط, {أَحَدُكُمَا} رفع بالابتداء, {فَيَسْقِي} الخبر, ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط, و {رَبَّهُ} نصب بـ يسقى, {خَمْرًا} مفعول ثان, {وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ} معطوف مثل ما تقدم, {فَتَاكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَاسِهِ} معطوف على {فَيُصْلَبُ} , و {مِنْ رَاسِهِ} متعلق بـ تأكل, {قُضِيَ الْأَمْرُ} , {قُضِيَ} فعل ما لم يسم فاعله, {الْأَمْرُ} اسم ما لم يسم فاعله, {الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} , {الَّذِي} نعت للأمر, و {فِيهِ} متعلق بـ {تَسْتَفْتِيَانِ} , {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا} اللام متعلقة بـ قال, {أَنَّهُ نَاجٍ} "فنجيان" (٣)
لوقوع الظن عليه (٤)، والهاء اسم أنّ، و {نَاجٍ} خبر, والأصل ناجي استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فسكنت وبعدها التنوين (٥) فحذفت لالتقاء
(١) في (د) زيادة "بأن {إِلَّا إِيَّاهُ} نصب".
(٢) في (د) "أجملته" ولعلها الصواب.
(٣) كذا في الأصل "فنجيان" ولعله تحريف من "فتح أن" لأن همزة "أن" تفتح إذا سد مصدر مؤول مسدها مع اسمها وخبرها لقول ابن مالك: وهمز "إنّ" افتح لسدّ مصدر ... مسدّها وفي سوى ذاك اكسر. "إن" المكسورة أصل، والمفتوحة فرعها على أصح الأقوال، فلذلك يستدام كسرها ما لم تؤول هي ومعمولها بمصدر فتفتح وجوبا إن لزم التأويل نحو "بلغني أنك فاضل" أي: فضلك، وجوازا إن لم يلزم, واحترز بالبدء من نحو: "جاء الذي في ظني أنه فاضل" .. ابن قاسم، أبو محمد بدر الدين حسن بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: ٧٤٩ هـ)، توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك، شرح وتحقيق: عبد الرحمن علي سليمان، أستاذ اللغويات في جامعة الأزهر، ط ١، (دار الفكر العربي، ١٤٢٨ هـ-٢٠٠٨ م)، ١/ ٥٢٤. ولاستقامة المعنى والله تعالى أعلم.
(٤) ابن عطية، مرجع سابق، ٣/ ٢٤٦.
(٥) في (د) زيادة "ساكن".