هُمْ نَجْوَى} و {مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} والواحد {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} فهي في هذه المناجاة نفسها، ومنه قول الشاعر:
وأحب نجوى الرجال فَـ ... كُنْ عِنْدَ سرّكَ حبَّ النَّجِيّ
والنجوى و" النجي" في هذا بمعنى واحد، وهي المناجاة.
وأما مثال الإعلال والإبدال فهو قوله:
في كلمة {دَلْوَهُ} (١) يقول: وجمع دلو "أدل" في القليل والكثير دُلي، بضم الدال وكسرها, والأصل دلو, وعلى وزن فعول, قلبت لام الفعل ياء, وقلبت الياء الزائدة, ثم أدغمت الياء في الياء, وفعلت ذلك: لأن الجمع باب لاستثقال الجمع وحرف العلة, ولنفرق بين الواحد والجمع, فمن ضم: فعلى الأصل, ومن كسر: كرِه الكسر بعد الضم استثقالا له، ويقال في جمعه أيضا: دِلاء. ويقال: أدلى الرجل دلوه إذا أرسلها ليستقي بها يدلها إدلاً, ودلاها يدلوها دلوا، إذا مدّها ليخرجها.
وأما مثال اللهجات:
قوله عند قوله تعالى: {هَيْتَ} يقول: يعني: تعال واقرب (٢) , وقال ابن عباس: هلم لك, وقال السدي والحسن: هيت بالقبطية هلم, وقال الكسائي وأبو عبيدة: هي لغة حُورَان, معناها تعال, ومن ضم التاء فالمعنى: تَهَيَّات لك من قول القائل: هِئْت لِلْأَمْرِ أَهِيئُ هَيْئَة, وهئت للاثنين والجمع والذكر والأنثى فيه سواء.
وأما مثال البلاغة:
(١) ينظر قسم التحقيق، ص ١٤٤.
(٢) ينظر قسم التحقيق، ص ١٦٧.