وقال الكسائي،، والفراء: الأشِر والأشُر بكسر الشين وضمها نحو الحذِر والحَذُر، والفطِنُ والفطُن، والعجِلُ والعَجُلُ، والضم قراءة مجاهد (١).
قال المفسرون: أشر: بطر مرح متكبر يريد أن يتعظم علينا بالنبوة.
قال ابن عباس: وكان صالح بن عبيد شريفًا سيداً من أشرف بطن فيهم، فقال الله تعالى:
٢٦ - {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} يعني عند نزول العذاب، وهو تهديد لهم وإنما قال (غدًا) (٢) للتقريب على عادة الناس، كقوله تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} الحشر: ١٨، واسم الغد يقع على ما بعد يومك الذي أنت فيه قرب أو بعد، ولكن العادة جرت إطلاقه على القريب، وغد من الأسماء الناقصة كاليد والفم، وأصله غدو، وربما يستعمل على الأصل، قال الشاعر:
وما النَّاسُ إلا كالدَّيار وأهلِها ... بها يوْمَ حَلُّوها وَغَدْوًا بَلاقِعُ (٣)
ويقال في المثل إن مع اليوم أخاه غدوا (٤).
ومعنى (غدًا) هاهنا يجوز أن يكون اليوم الذي نزل بهم العذاب، هددوا بذلك اليوم.
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٨، و"جامع البيان" ٢٧/ ٥٩، و"الكشاف" ٤/ ٤٧، و"البحر المحيط" ٨/ ١٨، وزاد نسبة القراءة لأبي قيس الأودي، و"روح المعاني" ٢٧/ ٨٩.
(٢)) (غداً) ساقطة من (ك).
(٣) البيت للبيد، كما في "ديوانه" ص ١٦٩، و"الكتاب مع شرح شواهده" للأعلم ٢/ ٨، و"شرح المفصل" ٦/ ٤، "أمالي ابن الشجري" ٢/ ٣٥، و"المصنف" ١/ ٦٤.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" ٨/ ١٧، "اللسان" ٢/ ٩٦٢ (غدا).