تَقَبّلتَها من أُمَّةٍ لك طَالَمَا ... (بت (١)) في الأسْواق عَنها خِمَارُها (٢)
وقالت العرب: هؤلاء أُمَّات زيد، وأُمّهات زيد، فأَجْرَوا الهاء الأصلية، وأصل زيادتها في باب النداء، وقد قال بعضهم: هذه أمّهتك، قال:
أُمَّهَتِي خِنْدَفُ وإلياسُ أَبِي
فزيدت ههنا دخولها للسكت، ثم شُبَّهت بالأصلية، وزيدت بعدها؛ لأنها شبهت بتاء التأنيث.
وكل امرأة رجع نسبُك إليها بالولادة من جهة أبيك أو من جهة أمك بدرجة أو بدرجات، وبإناث رَجَعتَ إليها أو ذكور، فهن أمك (٣).
وقوله تعالى: {وَبَنَاتُكُمْ}. قد ذكرنا الكلام في أصل البنت والأخت عند قوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} البقرة: ٤٩ (٤). وُكلّ أنثى رجع نسبُها إليك بالولادة بدرجة أو درجات بإناث أو ذكور فهن بنتك.
وتحريم هاتين مؤبد لم تَزالا، ولم تَحِلا قط لأحد.
وقوله تعالى: {وَأَخَوَاتُكُمْ}. كل أنثى وَلَدَها شخصٌ وَلَدَك في الدرجة الأولى فهي أُختُك.
(١) هكذا في (أ)، (د)، ولعلها: تُنوزع، كما في "التهذيب" ١/ ٢٠٢، "اللسان" ١/ ١٣٦ (أم).
(٢) لم أعرف قائله وهو من شواهد الأزهري في "التهذيب" ١/ ٢٠٢.
(٣) لى أجد من ذكر هذه القاعدة من المفسرين أو اللغويين، ولعل هذا من براعة المؤلف في التقصيد والتعبير، فإن هذه قاعدة تبين وتحدد الأمهات.
(٤) ذكر المؤلف فيما أشار إليه أصل اشتتاق لفظ بنت وأخت، ووزنهما وجمعهما، وعلامة التأنيث في كلام طويل.