بلفظ المصدر.
قال السدي: لأن النار لا تخلو من أهل لها وناس عندها.
{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى {١١} إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى {١٢} وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى {١٣} إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي {١٤} إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى {١٥} فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى {١٦} } طه: ١١-١٦ {فَلَمَّا أَتَاهَا} طه: ١١ قال ابن عباس: لما توجه نحو النار، فإذا النار فِي شجرة عناب، فوقف متعجبا من حسن ضوء تلك النار، وشدة خضرة تلك الشجرة، فسمع النداء من الشجرة: يا موسى، وهو قوله: {نُودِيَ يَا مُوسَى {١١} إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} طه: ١١-١٢ وقرئ بفتح الألف على معنى نودي بأني، ومن كسر فالمعنى: نودي فقيل {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} طه: ١٢ قال وهب: نودي من الشجرة، فقيل: يا موسى.
فأجاب سريعا، ما يدري من دعاه، فقال: إني أسمع صوتك ولا أرى مكانك، فأين أنت؟ قال: أنا فوقك ومعك، وأمامك وخلفك، وأقرب إليك من نفسك.
فعلم أن ذلك لا ينبغي إلا لربه عز وجل، فأيقن به، وقوله: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ} طه: ١٢ روى ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «كانت نعلا موسى من جلد حمار ميت» .
وهذا قول أكثر المفسرين، قيل لموسى: لا تدخل الوادي وهما عليك.
وقال الحسن: كانتا من جلد بقرة ذكية، ولكن أمر بخلعهما ليباشر تراب الأرض المقدسة، فتناله بركتها.
وهذا قول سعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، قال: يقول: أفض بقدميك إلى بركة هذا الوادي.
وهو قوله: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} طه: ١٢ أي المطهر، وقال الوالبي: المقدس المبارك، وذكرنا هذا عند قوله: {الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} المائدة: ٢١ وطوى اسم الوادي فِي قول جميع المفسرين.
قوله: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ} طه: ١٣ قال الكلبي: اخترتك برسالتي لكي تقوم بأمري.
{فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} طه: ١٣ إليك مني أمره بعبادته.
وأخبره بالتوحيد، فقال: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} طه: ١٤ أي: أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة، كنت فِي وقتها أو لم تكن.
هذا قول عامة المفسرين، وروي ذلك مرفوعا.
٦٠٣ - أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ