الكسرة والفتحة تحذفان استثقالا لقولهم فِي فخد فخذ، وفي عضد عضد.
والمعنى: عرفنا متعبداتنا والمواضع التي يتعلق بها النسك لنفعله ونقضي نسكنا فِيها، نحو المواقيت التي يحرم منها، والموضع الذي نقف فِيهِ بعرفة، وموضع الطواف، وموضع رمي الجمار.
وكل متعبد فهو منسك ومنسك، ومن هذا قيل للعابد: ناسك.
قوله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ} البقرة: ١٢٩ قال ابن عباس: يريد: ولدي، والكناية تعود إلى الذرية، أو إلى الأمة فِي قوله: {أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} البقرة: ١٢٨ ، وكلاهما ولد إبراهيم، وهم العرب.
وقوله: رسولا منهم قال ابن عباس: يريد: محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستجاب الله له دعاءه، وبعث فيهم رسولا من أنفسهم، محمدا سيد الأنبياء، {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ} البقرة: ١٢٩ وقوله: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} البقرة: ١٢٩ قال: يريد: القرآن الذي أنزل عليه، وما فِيهِ من الفرائض والأحكام والسنن وشرائع النبيين، وقال مجاهد: الحكمة: فهم القرآن.
وقال ابن دريد: كل كلمة وعظتك، أو زجرتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح فهي حكم، ومنه قوله عليه السلام: «إن من الشعر حكمة» .
وقوله: {وَيُزَكِّيهِمْ} البقرة: ١٢٩ قال ابن عباس: ويرشدهم إلى أفضل عبادتك.
وقال ابن جريج: يطهرهم من الشرك ويخلصهم منه.
وقال ابن كيسان: يشهد لهم يوم القيامة بالعدالة إذا شهدوا للأنبياء بالبلاغ.