النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَشْتَهِي وَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ» .
فَإِنْ تَقَدَّمَ بِفَرْجِهِ كَانَ الزِّنَا وَإِلا فَهُوَ اللَّمَمُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
وقال ابن عباس: هو أن يلم بالذنب مرة، ثم يتوب منه، ولا يعود.
وهو قول الحسن، والسدي، قال ابن عباس: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول:
إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما
وهذا القول اختيار أبي إسحاق، فقال: اللمم هو: أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية، ولم يقم على ذلك.
ويدل على هذا قوله: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} النجم: ٣٢ قال ابن عباس: لمن فعل ذلك، ثم تاب.
وتم الكلام هاهنا، ثم قال: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ} النجم: ٣٢ يعني: قبل أن خلقكم، {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ} النجم: ٣٢ يريد: ما كان من خلق آدم من التراب، {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ} النجم: ٣٢ جمع جنين، {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} النجم: ٣٢ قال الحسن: علم الله تعالى من كل نفس ما هي صانعة، وإلى ما هي صايرة.
{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} النجم: ٣٢ لا تبرئوها عن الآثام، ولا تمدحوها بحسن أعمالها، يدل على هذا ما روي أن زينب بنت أبي سلمة، قالت: سميت برة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بالبر منكم» .
{هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} النجم: ٣٢ أي: بر، وأطاع، وأخلص العمل لله.
قوله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى {٣٣} وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى {٣٤} أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى {٣٥} أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ