{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى {٣٤} ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى {٣٥} أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى {٣٦} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى {٣٧} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى {٣٨} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى {٣٩} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى {٤٠} } القيامة: ٣٤-٤٠ .
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} القيامة: ٣٤ هذا تهديد من الله لأبي جهل، والمعنى: وليك المكروه يا أبا جهل وقرب منك.
قال المفسرون: أخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد أبي جهل، ثم قال له: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى {٣٤} ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى {٣٥} } القيامة: ٣٤-٣٥ توعده، فقال أبو جهل: بأي شيء تهددني، لا تستطيع أنت، ولا ربك أن تفعلا بي شيئًا، وإني لأعز أهل هذا الوادي.
فأنزل الله تعالى كما قال له رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
١٢٦٤ - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، نا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، نا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} القيامة: ٣٤ أَشَيْءٌ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشَيْءٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ؟ قَالَ: قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى ".
أيحسب الإنسان يعني: أبا جهل، {أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} القيامة: ٣٦ هملا، ولا يؤمر، ولا ينهى، ولا يحاسب بعمله في الآخرة، والسدى معناه: المهمل.
ألم يك هذا الإنسان في ابتداء خلقه، نطفة، {مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى} القيامة: ٣٧ يصب في الرحم، ومن قرأ بالتاء فلتأنيث النطفة.
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ} القيامة: ٣٨ فيه الروح، فسوى خلقه.
{فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} القيامة: ٣٩ خلق من مائه أولادا: ذكورًا، وإناثًا.
أليس ذلك الذي فعل هذا، {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} القيامة: ٤٠ وهذا تقرير لهم، أي: من قدر على الابتداء، قدر على البعث بعد الموت.
١٢٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ، أنا أَبُو بَكْرٍ