والقرح قرئ بضم القاف وفتحه، وهما لغتان في غض السلاح ونحوه مما يجرح الجسد، مثل: الضعف والضعف.
يقول: إن أصابكم جرح يوم أحد فقد أصاب المشركين مثله يوم بدر، وهو قوله: {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} آل عمران: ١٤٠ .
وقوله: وتلك الأيام قال ابن عباس: يعني أيام الدنيا.
{نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} آل عمران: ١٤٠ قال الحسن وقتادة والسدي والربيع: نصرفها مرة لفرقة ومرة لفرقة.
والدولة: الكرة، يريد أنه أدال المسلمين من المشركين يوم بدر، وأدال المشركين من المسلمين يوم أحد.
{وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} آل عمران: ١٤٠ أي: ليعلمهم مميزين بالإيمان من غيرهم، أي: إنما يجعل الدولة للكفار على المسلمين ليميز المؤمن المخلص ممن يرتد عن الدين إذا أصابته نكبة.
والمعنى: ليقع ما علمه غيبا مشاهدة للناس، وليعلم ذلك كائنا موجودا كما علمه غيبا.
المجازاة إنما تقع بما يعلمه موجودا، لا بما علمه غيبا.
وقوله: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} آل عمران: ١٤٠ أي: وليكرم قوما بالشهادة، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران: ١٤٠ قال ابن عباس: يعني المشركين.
وفي هذا إشارة إلى أنه إنما يديل الكافرين على المؤمنين لما ذكر، لا لأنه يحبهم.
وإذا أدال المؤمنين أدالهم نصرة لهم ومحبة منه إياهم.
قوله: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} آل عمران: ١٤١ أي: ليطهرهم من ذنوبهم ويسقطا عنهم، قال المبرد: تأويل قول الناس: محص عنا ذنوبنا: أذهب ما تعلق بنا من الذنوب.
فمعنى قوله: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} آل عمران: ١٤١ : ليخلصهم من ذنوبهم، قال الزجاج: معنى الآية: جعل الله الأيام