سَبِيلا {٨٨} وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا {٨٩} إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلا {٩٠} } النساء: ٨٧-٩٠ قوله عز وجل: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ} النساء: ٨٧ هذه لام القسم، كأنه قال: والله ليجمعنكم في الموت أو في القبور، {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} النساء: ٨٧ سميت القيامة لأن الناس يقومون من قبورهم، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} النساء: ٨٧ قال ابن عباس: يريد موعدا لا خلف لوعده.
وقال مقاتل: لا أحد أصدق من الله في أمر البعث.
قوله جل جلاله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} النساء: ٨٨ نزلت في قوم قدموا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون، ثم ارتدوا بعد ذلك، واستأذنوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرجعوا إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها، فاختلف المسلمون فيهم: فقائل يقول: هم منافقون.
وقائل يقول: هم مؤمنون.
فبين الله تعالى نفاقهم.
ومعنى الآية: فما لكم مختلفين في هؤلاء المنافقين، {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} النساء: ٨٨ أي: ردهم إلى الكفر.
يقال: ركست الشيء وأركسته.
لغتان إذا رددته وقلبت آخره على أوله.
قال الزجاج: تأويل أركسهم: نكسهم وردهم إلى حكم الكفار من الذل والصغار والسبي والقتل، بما كسبوا بما أظهروا من الارتداد.
وقوله: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} النساء: ٨٨ قال ابن عباس: ترشدوا من لم يرشده الله، أي: أتقولون: هؤلاء مهتدون والله قد أضلهم، {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا} النساء: ٨٨ طريقا إلى الجنة.
قوله جل جلاله: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا} النساء: ٨٩ أي: أنهم يودون لكم الكفر كما فعلوا هم فتكونون أنتم وهو